الاثنين، 31 مارس 2008

من درر ما قرأت .. (1)






.



في بطون الكتب ..


درر من الأقوال .. لو تأملناها بقلوبنا وعقولنا لوجدنا فيها حكماً عظيمة .. وفوائد جمة .. وأنوار بهية ..

فلو أنّـا سلكنا منهجاً صحيحاً في القراءة .. بحيث ندوّن أيّ فائدة حصل عليها ..

ثم نضفي عليها شيئاً من الشرح لمعناها ومبناها .. لوجدنا بعد مضيّ فترة من الزمن أننا خرجنا بفوائد باهرة ..
وثقافة ثرّة ..

وفوق هذا وجدنا أننا قد كوّنا مؤلفاً مفيداً يصلح مرجعاً لنا عند الحاجة .. أو رفيقاً مؤنساً في السفر والترحال ..

في هذا المتصفح .. أحببت أن أبدأ سلسلة دروس منتقاة من فرائد ما قرأت وهي :

لعلنا أن نخرج ببستان بديع .. به من الورود والأزهار ما يبهج النفس .. ويغذي العقل .. ويسر العين ..

ثم لعله أن يكون لنا ذخراً ومدّخراً في الآخرة .. إن أحسنا النيات ..

وأولى تلك الكتب بالتأمل بعد كتاب الله .. هي كتب الحديث النبوي .. وما فيها من أنوار النبوة ..

فللحديث الصحيح نور يدل عليه ..

لذا كثير من الأحاديث الواردة في الكتب من غير الصحاح ..يعرفها المتخصصون بمجرد النظر إالى المتن ..

ومن غير تحقق من السند .. فيقولون هذا الحديث ليس عليه أنوار النبوة ...

.

وليوم وقعت على حديث رائع بهي .. حلة النور عليه جلية .. وحكمة النبوة فيه بهية ..

فإليكم ما وجدت وما ذيلت له من الشرح وبينت .. ولم آت إلا بقول عالم حاذق .. أو تنبيه مشفق صادق ..



المؤمن مفتّن ..



صَــحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنه قال ..[ إن المؤمن خُلق مُفتّــناً تواباً نسّاء ، إذا ذُكّـر ذَكر .. ]

فهذا حديث يبيّن صفاتٍ للمؤمنين .. تلازمهم ولا تفارقهم .. تصيبهم ولا تُحجب عنهم .. يتلبّسون بها ولا يبتعدون عنها ..

فالمُفتّن هو الممتحَن الذي فُتن كثيراً .. والمراد : ممتَحنَاً يمتحِنه الله بالبلاء والذنوب مرّة بعد أخرى ..


فالفتن تزيده أيماناً .. وتقوي يقينه .. وتبعث فيه روح الصلةالمستمرة بالله جلّ في علاه ..

لأنه بضعفه يعرف قوة الله .. وبعجزه يعرف جبروت ربه ..


وقد ورد في الصحيحين .. أن النبي صلى الله عليه وسلم .. قال :

[مثل المؤمن كالخامة من الزرع .. تفيُؤها الريح مرة .. وتعدلها مرة .. ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجحافها مرة واحدة .. ]

نعم .. هذه صفة المؤمن بإيمانه الحق .. وتوحيده الخالص .. والتزامه الصحيح ..


و التواب النسيّ ..

هو الذي يتوب ثم ينسى ثم يتذكر فيتوب .. يحقق في نفسه بتوبته صفة من صفات الباري جلّ شأنه .. وهي ( الغفار )..

كما قال الله تعالى :
[وأنّي لغفار لِمن تاب وآمنَ وعَمِلَ صالحاً ثُمّ اهتدى ..]

و ذا ذُكّــر ذَكّــر : إذا ذُكّر بالطاعة ثاب عليها ..

وإذا ذُكّر بالمعصيةِ تاب منها ..

وإذا ذُكّر بالصواب أقام عليه ..

وإذا ذُكّر بالخطأ جانبه وفارقه ..


... لا يستكبر .. ولا يتعاظم .. ولا يفتخر .. ولا يتعالى ...

بل يذلُّ لإخوانه .. ويلين لأصحابه .. ويتلطّف مع أحبابه .. لأنه يعلم أن هذا هو سبيل أهل الحق ..وطريق
المؤمنين الصالحين ..

مع أنفسهم بصدق الباطن وصلاح الظاهر .. ومع
غيرهم بطيب المعشر .. وحسن الخلق ..

متأسياً بالقدوة التامة .. والأسوة الكاملة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي وصاه ربه بقوله ..:
[فَبِما رحمةٍ منَ الله لِنتَ لَهم .. ]


هذه صفة المؤمن .. وهذا هو صراط حياته .. ونهج سلوكه ..



.

.

الأحد، 16 مارس 2008

تجاذب أرواح



خلق الله الناس من رجل .. و خلق منه زوجه ..

وخلق البشر جميعاً من هذين البشرين ..!

وفرّعهم إلى شعوبٍ وقبائل .. لحكمة وغاية ..

وجعل بعضهم لبعض سخرياً ..

ورفع بعضهم على بعض درجاتٍ في الدنيا ..

فهذا أكثر ثراء من هذا , وذاك أكثر أولاداً ,
وذاك أكثر نساء ..
وهذا فضُل على ذاك بالعقل وذاك بالعاطفة والرحمة ..
وذاك بالبر والتقوى ..

وهم في الآخرة أكثر درجات وأكثر تفضيلاً ..

نسأل الله من خيري الدنيا والآخرة ..

وفي نفوس هؤلاء الناس تمازج وتجاذب وتنافر وتضاد عجييييييييييب ...

فقد ترى إنساناً لأول مرة فإذا بك تنجذب إليه وتأنس بالجلوس معه ..
والأعجب من ذلك أن تنجذب إليه وتحبه وأنت لم تره وإنما فقط سمعت صوته أو قد تسمع عنه ..
وربما تقرأ حروفه فقط !!


.. تساؤل ..

فيا ترى ما سر هذا الإنجذاب ؟؟
والمحبة الخالصة من غير أي تعلّق دنيوي ..
وإذا بك تخصه بالدعاء كخواصّ أصفيائك .. ولربما غلبت مكانته مكانت بعض الأقرباء !!
أترى هو حب منهج رأيتهم عليه ؟؟

أم تعارف أرواح بغير سبب ظاهر كما ورد في الأثر ..
" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف "

وفي الغالب فإنه _ النوع الثاني _ يلازمه انجذاب من الطرفين ..
وكأنهما وجد كل منهما ما يناسبه في الآخر فإذا هما متكاملين ..!

فإن صاحبته نية صالحة بأن تكون هذه المحبة لله وفيه _ ولا بد أن يضبطها الشرع _ استقامت وانتعشت وأزهرت إن لم تكن في الدنيا ففي الآخرة ..


نسأل الله جلّ في علاه أن يجعل محبتنا فيه وله .. وأن نحوز بها منابرالنور التي أُعدت لأهلها ..



.. ومضة ..


الحب شعور ماتع رائع ..
وللمحب سعادة في القرب تحلق به علياَ .. وألماً في الفقد يجرح وينزف الوجدان ..!!

ولكنه عند أقوام ..!!
إعراض عن الحق .. و رتع في الرذيلة .. وذبح للفضيلة .. وانحرافٍ عن الفطرة السوية .. والشرعة البهية ..

فأنى لذاك إن يقاس بهذا ؟؟!!


.. خاتمة ..


أجمل الحب ..
وجوهره ..
وساقه التي تغذيه وتحمله ..
حب
الله تعالى وما تفرع منه ..

وهو الشريان الذي يغذي أنواعه الأخرى .. حب الأهل .. والزوج .. و الصاحب .. والبلدان ..

فإن تفردت عنه أضعفته .. وأصبحت عذاباً للمحب بالمحبوب ..!

السبت، 15 مارس 2008

مهلاً ..




يَا مَنْ رَأى زُمَرَاً من الأطْهَارِِ
مُتَلَفِّعَـات الذُلّ في الأَطْمَار

تَبْكِي عَلَى مَا قَدْ جَرَى لِرجَالِهَا
سِيمُوا العَذَابَ على يَدِ الكُفَّارِ

مَابينَ مَقْتُولٍ هُنَاكَ مُجَنْدَلٍ
أو فاقِد للسَّمْعِ والأبْصَـارِ

فَخَدِيجَة ثَكْلَى.. وهِنْد نَائِح
تستجدي الأحرار : من للثأر ؟

يَا مُسْلِمونَ دِمَاؤنَا أضْحَتْ على
شَطِّ الفُرَاتِ غَزِيرَة الإمْطَارِ

وَبكَى الفُرَاتُ وَدِجْلَةٌ من هَوْلِ ما
يَجْرِي بِسَاحَتِنا من الأخْطََارِ

فَتَجَـاوَبَتْ أَرْجَـاُء طيبـََةَ للنّــِدَا
وسُفُوحُها جَادت بنَهْرًٍ جَــارِ

خلت النخيل بعزها وشموخها
تبكي كغيثِ وابلٍ مدرارِ

فَوَقَفْتُ أنْشدُ قَومنَـا لَحْنَ الفـِدَا
علّي أهيّجُ شيمة الأحرار

فَسَمِعْتُ صَوتَاً هَامِسَاً بِدِيَارِنَا
مَهْلَاً فَدَيْتُك نَسْمــَةَ الأسْحَـارِِ

أتَرَينَهُمْ أهْــلاً لِنَجْدَةِ لَاهِثٍ؟
وَهُمُ عَلَى دُفٍ عَلَى مِزْمَــارِ

يَتَرَاقَصُونَ عَلَى جِرَاحِ كَرَامَةٍ
نُسِفَتْ بِأيْدِي ثُلَّة الأشْرَارِ

وَشَبَابُ صَحْوَتِهِم تَنَحَّوا جَانِباً
يَتَقَاذَفُونَ بِأعْظَمِ الأوزَارِ

كُلٌ يَرَى في رَأِيهِ سُبُلَ الهُدَى
وَمُخَالِفِيـهِ رَمَـاهُمُ بِبَوَارِ

أطْرَقْتُ إطْرَاقَ الأسِيفِ لِحَالِــهِ
المُطْمَئِن لِمَوعِــدِ الجَبّــــَارِ

ورَفَعْتُ رَأسِي شَامِخَاً في عِزَّةٍ
وَمَدَامِعِي سَالَتْ كَفَيضِ بِحَارِ

صَمْتَاً..هُدِيتَ طَرِيقَ أرْشَد سَالِكٍ
يََمْضِى الهُدَاةُ عَلَيهِ في إصْرَارِ

فَالمُنْجِبـَاتُ بِأُمّتِي عَدَدَ الحَصَى
هل تَسْتَهِينُ بِأُمّـــةِ المِخْتـَــارِ؟

وَنِسَاؤنا مُتَسَرْبِلات بالهُدَى
يَغْزِلْنَ ثَوْبَ المَجْدِ للمِلْيــَارِ

إنْ خَابَ ظَنّي في رِجَالِ زَمَانِنَا
فَغَدَاً سَنُنْجِبُ مُلْهِبَا للثّارِ

شَهْْمـَاً يَقُودُ المُتَّقِينَ جَحَـافِلاً
يَتَرَنَّمُونَ بِأعْــذبِ الأشْعَــارِ

وَشِعَارُهُم (الله أكْبَر)زَلْزَلَتْ
أصْنَامَ هذَا العَصْركالإعْصَارِ

دُسْتُورُهُم هَدْي تَقَـادَمَ عَهـْدُهُ
وَهُوَ الجَدِيدُ عَلَى مَدَى الأعْمَارِ

لا يَبْتَغُونَ بِغَيرِ هَدْيِ مُحَمَّدٍ
هَدْيَاً وَلا بالصَّحْبِ والأخْيَارِ

سَلَفٌ مَضَوا مَابَدّلوا أو غَيَّرُوا
نَهْجَـاً لَهُمْ مِن وَاحِـدٍ قَهَّـــارِ

فَـإذا رَأيتَ لِوَاءهُم فَارفع لَهُ
هَامـَاً من الإجْلَالِ وَالإكْبَــارِ

**** ****

مَهْلاً أيََا أهْلَ الصَّلِيبِ وَرَفْضِهِمْ
فَغَدَاً سَنَغْسِلُ عَارَنَا بالنّــَارِ




:

الأحد، 9 مارس 2008

راحلون ..



أو ترحلون
مع الأصيل أحبتي ؟؟
وتوزعون على الطريق رفاتي ..!!

فارقت
أنسي
عندما ودعتكم ..!
ونسجت أكفان الهنا لمماتي .!

أتبعتهم
طرفي ..
ليدرك طيفهم ..!
والروح هامت في الربى كقطاةِ

تهمي
عيوني
الدمع في آثارهم..
فكأنها ديم ..على الفلواتِ..!!

بالله
يا شمس الأصيل
تحسسي
أخبارهم لي .. و ارسلي آهاتي ..

:

إذا كان هذا شعور مودعٍ لأحبابهِ في الدنيا ,
مع أمل بّلقاءٍ مهما تضاءل أو كبر ..!
فكيف بالله يكون شعور من ستفارق روحه جسده.إلى دار لا تدري هل سيطيب فيها المقام ؟
أم ستكون بداية الشقاء والعناء ..؟
هل سيكون بعدها مسروراً أمناً ..
أم حزيناً خائفاً .؟

:


يا راحلين
إلى القبور وضيقها
هل يا ترى ستكون دار شقاء ؟؟

بالله
كيف
مقامكم فيها وهل
أنست بكم ..؟ أم كانت العنقاء ؟

فسمعت
صوتاً خافتاً .. هي برزخ ..
فيها زروعكِ أيها الخنساء ..!

:

الجمعة، 7 مارس 2008

[ هكذا الدنيا غرور !! ]

: . ميلاد . :
في ليلة باذخة
تموج بالحياة والهناء ..
وقد بدا نسيمها يجدد الآمال في النفوس ..
و البدر يكتب..
قصة المجهول في السماء .!
تلاقت الأنفس في روض من النماء !!
كان تلاقيها كقطر الماء بالفجاج ..فالروض كاالظمأى تلقَّى الماء بابتهاج !!
والطرف يرعاه لعام كامل التعداد ..وربما قد زاد عنه .. طالب الرشاد ,
فلو تراه خلته روضاً من الجنان ,فالزهر فواح ,وديم الود يسقيه الندى وسنان ..
: . نهاية . :
بيناهم في روضهم هبت رياح البين واغتالت أديم الود بين رحالهم ..
واجتالت الأنس الذي بالروض يا ويحاً لهم ..فالزهر شحّ عبيره ..!
والروض جف من الحياة و أجدبت أرجاؤه ..
وتحسرت من فرقة الأحباب أفئدة تقود جموعهم ..
فقلوبهم تهفوا لهم وعيونهم تبكي لهم وشفاههم تدعوا لهم ..
إذ شُيُعيوا لقبورهم ..!
. : ذكرى . :
بكى القلب
ينعي لي فصول حياتي
وينسج بالآهات لحد شكاتي
ويكتب
في لوح الحياة حكايتي
ويسرد منها للحضور صفاتي
وقال لدمع العين:
هُبَّ لنجدتي
فإن مدادي يستحث وفاتي
فأجريت
من دمع العيون سحابة
أسالت على الخدين سيل أساتي
ليغرق
جيش الهم قاد جنوده
وفرقهم في يقضتي وسُباتي
فيا سائلي
عن هذه الدار مالها ؟
وأي جمال تحتوي وسمات ؟
تأمل هداياها ..
لمن أُغرموا بها
وقد أوردتهم شاطئ الحسرات
وناح
[غراب البين] ما بين أهلها
وقد حُرِموا من لذة الخلواتِ
فلا القوم
قد فازوا براحة بالهم
ولا الأمن يوم العرض في العرصاتِ
فيمم
إلى الرحمن وجهك وارتجِ
جميل العطايا .. وكريم هباتِ
ونادِ
إذا جنّ الظلام وأطبقت
عليك سحائبه .. إليك شكاتيِ
وقم
وانتصب بين يديه تذللاً
لتحيي طول الليل بالصواتِ
لتجنِ
بدارالخلد فضل كرامة
وتلقى حبيباً قائداً لهداة
:
سكب مداده في صباح يوم السبت الموافق .. 6 / ذو الحجة 1428 هـ
[كان العرب يتشاءمون من غراب البين فأتى الإسلام بالتوكل ليذهبه ] وهنا لم يقصد منها المعنى الحرفي ..!

الخميس، 6 مارس 2008

ربِ إني مغلوب فانتصر ..!


رباه..
نصرك ننتظر !!
ويقيننا بك مستقر ..
فبني القرود تجبروا وتكبروا ..
وغدوا بعالمنا مصادر للخطر !!
وأسودنا نامت , وطال سباتها
وعرينها باتت تسود به الثعالب فالزئير غدا ضباحاً وانتشر!!
والوعد منك بنصرنا غيثاً همر !
وعلى القلوب سحائب منه تزيد وتنتشر ..
ولسان حال ضعيفنا :
رباه .. إني أشتكي ظلماً ..
فياربِّ انتصر!!

حكاية أمة ..

أحكي حكاية أمة ناحت على الماضي سنين !!
وبكت مواتاً بالرجال ولا رجال !!!
وبكت حصوناً كان يأتي نحوها من خاف غدر الماكرين !!
وبكت على أمجادها ..
وبكت زماناً سادت الدنيا بعدل الفاتحين ..!
وبكت ثراها بات مأوى للخنازير القرود المعتدين ..!
وبكت نعيماً سُربلته بغربنا ذاك الحزين !!وبكت على الطهر الذي أضحى لدى الأنثى مباع ..!
وبكت على الغيرة تستجدي الرجال على المحارم قائمين !!وبكت على الدين الذي فاقت به ملل الهداة المرسلين الأوّلين ..
وبكت ..
بكت ..
حتى جرى ببكائها نهر أجاج ,
ثم استحال النهر من دمعٍ إلى نهر ٍ يفيض من الدماء ,
وغدت تصيح وتشتكي سفك الدماء ..!
وبكت دماء الأبرياء .,
وبكت دماء الأوفياء ,
وبكت دماء ليس يشبهها دماء ..!!
وبكت فقط من ذا البكاء فجاجها حتى السماء ..!
لكن دمع سمائنا قد جفَّ من ظلم العباد مع العباد !!وبكت تريد الماء يروي أرضها بعد النفاد ..!
لا ماء ..
لا أمن ولا أمر رشاد ..,
وبكت على ما قد جرى ,واليوم تبكي ما ترى !!يا أمة أضحت بكاء في بكاء ,أوما ترين من المعين سوى البكاء ؟؟
:
:: خاتمة ::
باء ..
براني الهمُّ ..وفالقلب انفطر ..
كـ.. كواني ذُل قومي .. يا ترى أين المفر ؟
ا .. أرق أطار النوم من عيني .. ودمعي منهمر ..!!
:
يا قوم فابكوا أمتي ..
ابكوا على أمجادهافلعلّ دمعة صادق تحيي رباها مع تعانق دعوةِ ..
ابكوا فما من حيلة إلا البكاء !!
ابكوا كمثل بكاء ربات الحجال .,
قد قيل يوماً ذا بكاء وحزن ..
ابكِ كما تبكِ النساءملكاً ..مضاعاً ..لم تحطه بحائط مثل الرجال ..,
:
فهذه إحدى بناتك أمتي ..
تقول:
قسماً بربي إنني لن أنثني
عمّا أريد و ما زرعت سنيني
ولسوف أغزل ثوب عزتنا بها
ولأعزفنّ لخيلها بلحوني
يا فارسي .. مهر المليحة بيرق
ولواء عزٍ .. في يد المفتون
بالعلم.. بالمجد الأثيل.. بسندس
في دار خلدٍ .. لا الخنا و الدونِ !!!
:

الأربعاء، 5 مارس 2008

الرسالة (1) لنجعل حياتنا تزهر بالحب ..!

تمهيد ومقدمة ..
بسم الله الرحمن الرحيم..
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
وعلى آله وصحبه ومن والاه..أما بعد..لقد خلق الله العليم الخبير إبن آدم من تراب ..
فهو يحوي جميع ما في التراب من صفات الشدة في الحجر والسهولة والليونة والإنبساط في السهول والهضاب ..
بل وربما حمل صفات مواد الأرض من معادن وفلزات وغيرها..
وهذا يفسر التباين الشديد بين البشر في الصفات والطبائع والألوان رغم كونهم من أصل واحد..
وأيضاً يكتسبون صفات إضافية من بيئاتهم ومناطقهم التي يعيشون بها ..وحين خلقهم من ذكر وأنثى ...
أبان بين الجنسين وجمع في الصفات..فجعل بينهم من القواسم المشتركة ما يقرب بينهم ويؤلف ..
وجعل في كل جنس صفات ليست في الآخر وهو في أمس الحاجة اليها ..
فيكون كل جنس مكمل للآخر ومتمم..
ثم نفخ فيه من روحه إكراماً لهذا التراب وسمواً به..فالنفس تشرق وتسمو بقدر علوها عن التراب الجسدي ..
فالإنسان مكون من جسد ترابي ونفس روحانية ..
والدين أتى بالموازنة بين حاجات الجسد والروح ..فإن طغت إحداهما على الأخرى إنحرفت الفطرة ..
فمن غلّب الجانب الروحاني على الجسدي بدرجة كبيرة ففيه شيئ من رهبانية مخالفة للسنن الإلهية والهدي النبوي..
ومن غلب الجانب الجسدي الترابي غلبت رغباته الجسدية الحاجات الروحية مما يضعف الجانب العبودي لديه ..
وكلاهما ظالمين وعن الحق حائدين..وهذا الجانب ( الأخير ) هو الغالب على أهل هذا الزمان..
عذراً قد أكون أسهبت في المقدمة ..
ولكني أردت أن تكون الصورة واضحة أمامكم..ندخل الآن الى موضوعنا الذي أريد أن أدلف إليه...
إنه كلمة لطالما أعيدت و كررت ..
شن عليها البعض حرباً شعواء بسبب مفهوم مغلوط لبَّس عليهم معناها الجميل ...
وناضل عنا أقوام واستماتوا في الدفاع عنها بما غشيها من تحريف وتضليل...
وقليل هم الذين حازوها نقية صافية وحافظوا عليها من التلبيس والتحريف..
أتعلمون ماهي ؟؟؟
إنها
,,’’,,.. الحــــــــــــــــبــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ&..,,’’,,
الحب الذي تهفو اليه نفوس البشر على الإطلاق ..
نعم على الإطلاق بلا إستثناء..فوالله أنه لايوجد نفس بشرية لا يأسرها الحب ..
ولاترنو إليه.
.فما من عاقل الا وتسمو نفسه الى ذلك الشعور الذي يجعل النفس حتى وإن كانت صحراوية الأحاسيس تزهر بالورود الجميلة..
بل أن الصحراء حين يأتيها الغيث تموج بزهور ورياحين قل أن ترى في غيرها من البقاع...
فالحب هو الماء الذي نروي به أرض قلوبنا لتزهر ..
وهوضرورة وأجدها الرحمن في القلب لايستقر حاله الا بوجودها..بنوعيه...
حب روحاني .. وهو الذي لله سبحانه وفيه...
وحب جسدي ترابي.. ويدخل فيه حب الزوج والوالد والولد.. بتشعباته ودرجاته..
و هو نوعين ..(كلاهما الروحي والجسدي)حب مكتسب : يوجد بسبب الإحسان وصنائع المعروف..
( فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها )فالخلق جميعاً يحبون الخالق لأنه محسن إليهم أيما إحسان..
يستوي في هذا الحب مسلمهم وكافرهم..وكذلك يحبون من أحسن إليهم من البشر بغض النظر عن أشكالهم وقرابتهم ..
وهو حب( الإحسان)وحب هبة ورزق وعطية :..
يعطيه الله من شاء من خلقه لحكمة ويمنعه من شاء لحكمة إيضاً ولا بد أن نعرف أن الله سبحانه لا يظلم أحداً وأقداره جميعاً عادلة وفي غاية الحكمة والعدل..فمن منعه الله الحب الجسدي الترابي ..
وإن شعر بألم لهذا المنع وأحتسبه عند الله ..
ولكن عنده أمل أن يعيشه في الآخرة ..
ولكن ليت شعري ماهو حال من حرم الحب الروحاني الذي يوصله لحب الرحمن المنان..
وينجيه من النيران..ويجعله من الخالدين في الجنان...؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
( حب الخالق سبحانه)يقول ابن القيم رحمه الله :
أما والذي شق القلوب وأودع .... المحــبة فيهــا حيث لاتتصرم
وحمّلهــا قــلب المحــب وإنــه .... ليعجز عن حمل القميص ويألم
وذلّلها حتى استكانت لصـولة ... المحبـــة لاتــلوى ولا تتلعـــثم
فكلا مه رحمه الله عن الحب في هذه الأبيات يشمل النوعين..والموفق السعيد من رزق الحبين وجمع له الرحمن بين سعادة الدنيا والآخرة..
ولكن في حال المؤمن إذا تعارض النوعين فلابد أن تكون الغلبة للحب الروحاني ( حب الله ونبيه وشرعه)فالروح علوية لابد أن تسمو على الجسد الترابي الطيني ..
جعلني الله وإياكم ممن غلب حبه لربه كل حب..
نأتي الآن للحب الجسدي الطيني ..
فالجسد لابد له من حب الجسد ..
والطين لابد له من حب الطين..
حيث أراه ضروري لما عززته وسائل الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن هذه العاطفة الرقيقة الجميلة العذبة ..
وما يجده الإنسان من ضرورته.. مما يوقع المؤمن بين تناقضات ..
لذا سوف أبدأ بأذن الله بسلسلة رسائل كيف نجعل حياتنا تزهر بالحب..
مع شريك الحياة ..
مع الوالدين .
.مع الأبناء..
مع ..
مع..
؛
(2)
؛حار فكري بما أبدأ..
وأستقر الرأي على أن أبدأ بالعلاقة بين الجنسين والتى أُ حتُكر الحب لها ..
فلا يدندن به الا حولها..قلنا بأن الله خلق البشر من جنسين بينهما شيئ من صفات مشتركة وكثير من الإختلاف..
ووجد ميلاً من كليهما للآخر لغاية عظيمة وحكمة بالغة ..
منها أنس ابن آدم وطمأنينيته في الحياة الدنيا..وعمارتها بالنسل ..
والتكاثر...ولولاها لما حن ذكر لأنثى ..أعني هنا العاطفة والمشاعر الجنسية ..
ثم يأتي عبيد الشهوة ليصوروا الحب على أنه هذه الجزيئية البسيطة ..
وهو أعظم وأكبر من ذلك..لنأتي للمسألة من الوجهة الشرعية الفطرية ..
ثم نقيس عليها الشواذ مما سواها..
حين يصل الإنسان لسن البلوغ يجد في نفسه ميلاً للجنس الآخر وضرورة للإرتباط به..
فهنا حث الشارع على المسارعة لتلبية هذه الرغبة لتسكن النفس وتطمئن...
(...ليسكن إليها...)وشرع طريقاً واحداً وهو الزواج ...
وأمر بتيسيره وتسهيله والمسارعة إليه ..
( يامعشر الشباب : من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.)
الخ الحديث..
لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً أخرى لتفريغ هذه العاطفة إلا هاتين الطريقتين ..
الزواج و الصيام ..وذكر الصيام حكمة عظيمة لإن الإنسان في حال صومه يكون أبعد عن الدنيا وأقرب من ربه..
وأيضاً الصيام فيه تضييق لمجاري الشيطان في ابن آدم حيث يجري منه مجرى الدم ..
ومعروف أن الإنسان أثناء صومه ينخفض ضغط دمه ومروره في الأوردة والشرايين ...
إذاً حديثنا في هذه الحلقة سيكون بعنوان..الحب والزواج..
حين يريد الشاب خطبة شابة ما ..
لابد وأنه يطمح من وراء هذا الزواج ..في ..
إستقرار وسكن وحب ورحمة وتآلف وفوق ذلك ذرية صالحة..
وفي سبيل ذلك تهون عليه الصعاب ويرخص كل غالي ..
وكذلك الحال بالنسبة للفتاة ..قد يختلف الحال بين فئة وأخرى وشخص وآخر..
فالناس يتباينون في صفاتهم وطبائعهمومطالبهم ..ولكن من هذه الناحية يكادون يلتقون جميعاً أعني العواطف والأحاسيس ..
وإن كانوا ليسوا بدرجة واحدة..
فهناك العقلاني .الذي يزن الأمور بالعقل والتجربة..والعاطفي المغرق في العاطفية الحالمة..
ومن بينهما ..ولكن جميعهم بلا إستثناء تأسرهم العواطف ويجذبهم الحب..
من أجل ذلك أستغل أعداؤنا هذا الإنجذاب وذلك الأسر لتسويق الرذيلة بين أبنائنا وبناتنا في.الإعلام ..
فأتت مقولة : لازواج قبل الحب..أو الحب قبل الزواج..
وأستعانوا بتزيين إبليس نعوذ بالله منه لهذا الحب ..
فأرتحل فتيات ونساء منا وعلى ديننا وتربين في مجتمعاتنا ليفتن الرجال فيضللن ويغوين بلباس فاضح..
وعباءة تحتاج الى حجاب ..
وبالخضوع بالقول والفعل ..و
أرتحل شباباً منا تربوا بيننا وعلى ديننا ليغروا فتياتنا ويوقعوا بهن في أتون الرذيلة والفضيحة في الدنيا..
والعذاب والخزي في الآخرة..
وكل ذلك بدعوى الحـــــــــــــــــــــب...
عن أي حب يتحدثون وبأي حب يحلمون..
رسالة ..
لك أيها الشاب:أعلم أنك لن تفكر بالزواج بمن جاهدت لتقيم معها علاقة ولو بالكلام ..
حتى ولو أحببتها كما يقولون..
فلقد حدثني أحد أقاربي بأنه رأى صديقاً له يبكي من فرط حبه لفتاة له علاقة بها عرف أن والدها سيزوجها ..
فقال له :ولماذا لا تتقدم لخطبتها إن كنت تحبها لهذه الدرجة ..
فقال : أحبها نعم وكأني مقتول لو تزوجت .. ولكن زوجة... لالالالالا .. حبيبة فقط..!!
يعني للتسلية فقط...!!
أقول لك إتق الله وأعلم أن ما تعمله بأعراض المسلمين سيصيبك في عرضك ولو بعد حين..
وأنت أيتها الدرة المصونة بدينها وعفافها ..إياك أن تثقي بذئب يلقي إليكِ معسول القول وجميل العبارات ليوقعك بفخه..
ثم تقولين: سيتزوجني. وعدني بذلك..إليك هذه القصة ..
أحدهم له قريبة تسكن في منطقة أخرى غير منطقة سكنه..ويأتون إليهم في المناسبات والأعياد..
رأها خلسة فأعجب بها ..وحض إحدى أخواته أن تجعله ينفرد بها ..
وحصل ذلك عدة مرات ..يقول :كانت من الحياء لا تستطيع أن تنظر في وجهي ..
( ولكن لتزيين الشيطان لم توقفه عند حده.)وشيئاً فشيئاً أصبحنا ننفرد ببعضنا عندما يأتون إلينا أو نأتي إليهم لعدة دقائق ..
ولم تزد لقاءتنا على نظرات وكلمات من قبلي ..
بل ولم ألمسها الا مرة واحدة أمسكت بيدها فقط..أصبحت أحبها بجنون ..
وهي كذلك..وتقدمت لأبيها خاطباً فوافق .. ولكن ..أصبحت قلقاً جداً وتنتابني شكوك فيها..
ويسيطر علي كونها كما خانت أهلها وكانت تلتقي بي ..فقد تخونني مع غيري فلست أكرم عليها من أهلها .
.فكيف أثق بمن خانت أهلها ..وهكذا .. حتى تركها ...بعدما حطمها ..هو قد يجد من تنسيه حبها ..
ولكن هي هل ستنساه أم ستصطر الأشعار والخواطر في حبٍ لم تعشه ولم تنعم به..
وأتحدى أن تكون قصة حب كانت في حرام تدوم و ينعم بها أصحابها..فأنى لعاطفة يؤججها الشيطان ويسعر نارها أن تبقى ..
فالله سبحانه سماه الغرور..فما ينسجه من حب ماهو الا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ...
فالحب الذي يدّعونه قبل الزواج ..هو في الحقيقة طوفان هائج وبحر مائج..
لاتستقر عليه سفينة الزوجية الا في ما ندر..بعكس .. حب الزواج الصافي من الشوائب ..
الذي أقرب تشبيه له الينبوع المتدفق ..يروي الأرض فتنبت العشب والزهور والرياحين .
.تلتقي ينابيعه مكونة مجرى هادئاً يبحر بزورق الزوجية في هدوء وسكينة ..
وعلى حافته ما يبهج القلب ويسر العين ..وقد يستمر ذلك الإبحار لتلك الديار التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا طر على قلب بشر...
لنا عودة لنبين هذا النوع من الحب ..
وكيفية الوصول إليه ونماذج حية منه..
..همسة..
إياكَ وإياكِ أن تأت/ين يوم القيامة وقد فتنتـ /ي أحداً من عباد الله بقول أو فعل..
فهناك لادرهم ولا دينار ..وإنما حسنات وسيئات......
(3)
..تمهيد..
من أراد أن يستمتع بعذوبة هذا الحب فلا يغامر قبله بتجارب حب شيطاني..
فكلما كان القلب خالياً أحب بصفاء ونقاء..وتمكن الحب منه..مما يجلب مزيداً من السعادة والهناء..
الم يقل الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى......فصادف قلباً خالياً فتمكنا
وقال الآخر :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.....ماالحــــب الا للحـبـــيــب الأول
..
همسة
أحكم إغلاق قلبك وضع مفتاحه بعقلك ودينك..وتأكد أنه لن يسلمه الا لمن يستحقه.ويرضاه له ربه.
.---------
حين يريد الرجل خطبة فتاة ما ..رغّب الشارع في النظر إلى ما يدعوه لنكاحها..
وبالذات إن عرف في عائلتها عيباً..
لقول النبي صلى الله عليه في الحديث الوارد:( أنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً)
قيل زرقة وقيل صغر..
ويجوز له أن ينظر اليها من دون علمها إن استطاع ..
بشرط أن يغلب على ظنه قبولها له..
ويحل له أن ينظر الى مايدعوه لنكاحها مما يظهر عادة في البيت..
وليس صحيحاً أنه لا يحل له الا الوجه والكفين..كما ذكره أهل العلم..كل ذلك من أجل بذر بذور المحبة..
فهي في الحقيقة جس نبض للقلب لمعرفة ردة فعله تجاه الطرف الآخر ...
(النظرة الشرعية)
فقد يزرع الله المحبة بينهما بمجرد النظرة..
وقد يتأخر الحب فلا يأتي الا بالمعاشرة والتعايش...
وقد يكون شديداً وجارفاً ويخبو مع الزمن ..
وأغلب حالات هذا النوع حين يتميز المحبوب بصفات ظاهرة مميزة ..
ولكن مع العشرة يتعود الشخص على تلك الصفاة ..
ولا يجد فيه صفات متجددة تحييي جذوة هذة المحبة ..
وأقرب تشبيهاً لهذا النوع إشعال النار في أعواد رقيقة هشة فتشتعل النار فيها بسرعة هائلة وقوة...
لكن لاتلبث أن تخبو وبنفس السرعة التي إشتعلت بها..أما المحبة الكاملة العميقة فهي التي تزيد مع طول العشرة..وأكبر مثال لهذا الحب ..
هو حب النبي صلى الله عليه وسلم ..للسيدة خديجة رضي الله عنها..فلقد أحبها النبي صلى الله عليه وسلم ..لما تحمله من صفات العقل والحكمة والرقة والحنان..
فهي رضي الله عنها عرفت كيف تحتويه وتعوضه ما حرم منه من حنان الأمومة ..
بسبب يتمه ..
وتواسيه في ما يصيبه ويحل به من وصب ونصب..فأحبها حباً عظيماً رغم الفارق العمري بينهما..
حتى قال لعائشة حبيبته رضي الله عنها :
( لقد رزقت حبها..)
يعني خديجة..
وكذلك حبه لعائشة رضي الله عنها ..
فهو قد أحبها لصفات متجددة فيها كالذكاء والفطنة والفقه ,وليس لشكلها الظاهري فقط..
فقد روي أن صفية رضي الله عنها كانت أجمل نساء النبي صلى الله عليه وسلم..
وكلما أخلص الإنسان لشريكه وتقرب الى الله تعالى بإدخال السرور والسعادة لقلبه ..
أعطاه الله منهما ضعف ما أدخله على شريكه سيما مع الدعاء..
كـــ:(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين..)
(اللهم إملأ قلبي بمحبته ,وعيني إعجاباً به , ونفسي سروراًبلقائه,وهو كذلك.)
وسوف أذكر لكم قصة واقعية ..تقول صاحبتها ناصحة ..
ينبغي للمؤمنة ألا تيأس من رحمة الله تعالى إذا لم يعطها الله ماتتمنى من الصفات في زوجها ...
ولنترك لها الحديث لتحدثنا بتجربتها..
تقول :تزوجت برجل لا تربطني به نوع قرابة وقد عرف عنه الشدة والغلظة والجفاء.
.مع التزامه الظاهر..كنت حينها فتاة صغيرة في السن ..
ولكن بحمد الله بعقل وعلم الكبيرة الناضجة..
وكان هو في منتصف العشرينات .
.كنت أسمع قريناتي يتهامسن الله يعينها بتعيش معه هو وأهله بعد..
وكان أهله معروفين بالبخل وعدم التواصل العاطفي مع أقاربهم..
لم يكن لي خيار فأنا أخجل من الدي ..
ووالدي أهم أمر عنده كونه ملتزماً...
دخلت عليه وقد خصص لي سكناً فوق والدته (ملحق)..
فوجئت ليلة الدخول بتواضع الأثات ..
(نفس أثات أمه تقريباً إن لم يكن أقل )مع كونهم على مستوى من الثراء لابأس به..
كنت مميزة جداً لا يكاد يماثلني أحد من أقاربي ومعارفي في كل شيئ تقريباً..ذكاء وفطنة وثقافة وجمالاً..
منعني من إكمال تعليمي ..
وقال هذه الكتب إن أردت أن تتعلمي ..
أما دراسة وعمل فلا..
وكانت لديه كتب لابأس بها ..
وزدت عليها مع مرور الوقت..
عكفت فترة تفرغي على الكتب والقراءة ..
وكانت هوايتي المفضلة..
نسيت الدراسة وأقنعت نفسي أن هذه حياتي ولا بد أن أنجح فيها..
كنت رقيقة العاطفة لا أجرح أحداً رومانسة_ كما يحلو للبعض تسميتها _ الى أبعد حد..
بعكسه تماماً..الدباشة والرعن مركب..
ولكنني رحمته حقيقة فلم يكن في عائلته مكان للعواطف أو حتى الإحترام أو الخصوصية ..
يتدخلون في شؤون بعضهم وفي كل صغيرة وكبيرة ..
على عكس ماتربيت عليه تماماً..
لدرجة أني لم أخرج السنة الأولى بمفردي معه الا لأهلي لزيارتهم..
وأكتشفت أن هذا كله ردة فعل ..
لزواج أخيه الأكبر من إمرأة سيطرت عليه تماماً فلا يخرج ولا يدخل الا برضاها..
عاملته معاملة راقية جداً كما تعامل الحبيبة حبيبها مع أني لم أكن أحببته بعد بسبب حاله وما كان عليه..
وعاملت أهله كماأحب أن يعامل أهلي..أحبني أبوه لخدمتي له وطاعتي..
..أما أنا فقد كنت والله في غاية السعادة ..
ليس إختياراً مني ولكن فضلاً من الله أسبغه علي رغم صغر سني ..
.أصبحت قريبة شيئاً ما لأخواته وأمه ولكن ليس حباً لأنهم لا يعرفونه ولا يحسنونه..
قد تعجبون أني لم أكن أظهر لأهلي أي شيئ عن سلوكهم ومعائبهم..
خوفاً من سقوطه من أعينهم..
فقد كنت شديدة الحرص على الا يعاب شيئ يخصني ولا يظهر عيبه..
وهذا أيضاً رحمة من الله بي ..
فالزوج والزوجة ينسيان ما حصل بينهما بمجرد الإتفاق بعكس الأهل..
وكان يكثر علي من قوله .. سأتزوج بأربع فالرجل هو من يعدد أما الضعيف فيبقى على واحدة ..
ربما ليغيضني..وكذلك أهله..
حملت بحملي الأول وتعبت كثيراً في فترة الوحم..ولكن لم أر منه حناناً أو عطفاً ..
حتى إذا قال قولاً حنوناً أشعر في قرارة نفسي أنه تصنعاً..
إستمريت أعامله بأفضل طريقة ممكن تعامل بها زوجة محبة لزوجها ..
وأدعو الله (بالدعاء الوارد أعلاه)حتى أعطاني الله ما طلبته وحصل ماكنت أتمناه..للقصة بقية ..
وللحديث بقية ..
...؛همسة..
تذكر/ي أن سعادة الدنيا وما تحتويه من حبـــــــــ ولــــذة ما وجدت الا لتذكرنا نعيم الآخرة...فهي عينة مجانية للدعاية لها..فالمغبون من حرم الكامل بسبب الناقص .. وبدل ا لصافي بالمكدر....
(4)
نكمل قصتنا
تقول محدثتنا :
شيئاً فشيئاً بدأت المس تغيراً واضحاً فيه..
بدأ يشعر بخطأه وخطأ طريقته التي كان يسير عليها ويعزو ذلك لتنشئته الأسرية ..
وجفافها العاطفي ..
حتى حضيت عنده بدرجة لم أكن أحلم بها أو تخطر لي على بال ..
وأصبحت قرة عين له بحق ..ما يشعرني به..بلغ حبه لي درجة لايمكن أن أصفها ..
حتى إني الآن أشعر بحرج شديد من أولادي بسبب نظراته وكلماته التي تفيض حباً وجوى ..
لم يعد يسافر بمفره كما كان سابقاً ( كان سفره للدعوة والسفر المباح فقط)..بل يصر على أن أكون معه ..
حتى إنه في آخر سفرياته السابقة لم يستطع أن يبقى المدة التي كان مفروضاً أن يقضيها ..
بل قطعها ورجع ..وحين عاد قال لي:شعرت أني فارقت أنسي وبهجتي بمجرد سفري ..
والله أني لم أهنأ بأكل ولا نوم ولا طبيعة .. كنت إذا أكلت تمنيتك معي ..
وإذا رأيت منظراً جميلاً حزنت الا تشاركيني تلك المتعة ..
وإذا جاء الليل هزني الشوق إليك..أتذكركم في كل لحظة..
لم تغيبوا عن بالي دقيقة واحدة..فأيقنت أنه فضل من الله علي وابتلاء لشكري..
وثمرة لدعائي..أصبح يفاخر بي بين أهله وأصحابه..
لم يعد يحزنني بترديده: ..(أيقني أني سوف أتزوج أربعاً فوطني نفسك على ذلك)
بل إنها عرضت عليه فأبى وقال :لن أجرح قلباً أحبني وتحمل عوجي صابراً محتسباً حتى أسكن حبه قلبي الذي ما كان يعرف ماهو الحب..
ثم إني متيقن أني لن أجد مثلها ولو طفت الأرض..
ثم إنه أصبح لايرد لي طلباً ..
بل والله إني لا أذكر له رغباتي الا إذا كانت ضرورية خشية أن يكون تبذيراً أو يسخر منه أبناءه ..
تولى بخله الى غير رجعة ..أشعر أني إذا تكدرت أو غضبت على أولادي يجحف بهم إنتصاراً لي ..
مما يدفعني أن أظهر البشر دائماً ..
ليأنس ..
ومع ذلك هي أعظم معين له على دينه والدعوة إليه.
.أتدرين أخياتي بعد كم حصل هذا..؟؟
؟بعد أكثر من عشر سنين ..
من الجفاف والتصحر ..
____
همسة
أيها الشاب المسلم...إن رزقك الله بزوجة ذات دين وخلق فأحمد الله على ذلك ..
وليكن همك إسعاد نفس مسلمة ومساعدتها على صعاب الدنيا وشهواتها لتعبرها الى هناك ..
حيث الكمال في كل شيئ...
وأنت أيتها الفتاة المسلمة ..
إن وهب الله لك شاب صالح فأبذلي في سبيل إسعاده كل غال ورخيص..وتقربي الى الله بطاعته ..والإحسان إليه ..وكوني معينة له على أمور دينه ودنياه ..لعله أن يكون سبباً في سعادة الدنيا والدرجات العلى في الآخرة...

على الطريق (وقفات وهمسات..!) (1)

وقفــات و همسات ..
الوقفة الأولى
معكم رجال أمتي و بُنَاة حصونها ..متى سترحموننا معشر ربات الخدور من ثقل الهمّ الذي لم نخلق له ..فجَدَكم قديماً قال :
كتب القتل والقتال علينا ’’,,’’ وعلى الغانيات جر الذيول
وأيم الله إن هموم أمتنا التي نحملها اليوم أثقل علينا من الجبال ,وإن القتل والقتال أيسر وأخف مما نحن فيه ,فليت شعري متى سنجر ذيولنا وقد كفينا همّ أمة الإسلام ,؟لأن هناك أسود تزأر , وحماة للحمى المباح للثأر تثأر ..ما نريده الآن منكم و نأمله ..فقط ربّوا أنفسكم وربّونا على ما ربّى عليه محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ..وتذكروا أنكم فُضّلتم علينا بالقوامة, فلكم علينا تمام الولاية .. فأدوا حق ما فضّلتم به , وأدوا واجب ما وليتم عليه ..فاغرسوا براعم الإيمان في قلوبكم و قلوبنا , وهذّبوا شجرتها بمقص المراقبة , واسقوها بماء الخشية , وتعهدوها بعناية الشرع , واحرسوها بسلطان الكتاب والسنة ..وتأملوا هذه الآية التي ما قرأتها إلا ووجل قلبي :
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65:
مع شباب أمتي الصالحين ,ذكوراً وإناثا ..أعلم أنكم تحملون همّ هذا الدين , وأعلم أنكم تودون لو تفدونه بأرواحكم , فضلاً عن الأهلون والأموال ,,ونعلم أنكم كُبّلتم بقيود وأغلال تحول بينكم وبين نصره الظاهر ,,ولكن دعونا نقف قليلاً عند كلمة النصر ,,فهناك وعد ممن لا يخلف وعده بنصرنا , وتمكيننا في الأرض , ولو بأمر خارق للعادة يجريه على أيدي عباده الصالحين ..ولكن قُيّدَ هذا النصر بكوننا ننصره أولاً ..فهل فعلنا ذلك لنستوجب تحقيق الوعد ؟؟!إخوتي وأخياتي ..لنعود قليلاً للزمن المحبوب , زمن خير من مشى على الأرض , وسارت به قدم .. كيف كانوا ؟ وكيف نحن الآن ..؟
الوقفة الثالثة
حول مفهومنا للالتزام والاستقامة..
ماهو مفهوم الالتزام , والاستقامة عندنا أو عند البعض..؟
وهل هو المقصود بالاستقامة شرعاً؟؟
لنأخذ أمثلة ..شاب يبدو عليه الصلاح , يحفظ القرآن أو جلّه , و معه في صدره شيئاً من علوم الشريعة ..رأى أحوال الغارقين من قومه فمقتهم , وأعرض عنهم حتى بنى بينه وبينهم حاجزاً عسير الهدم أو التجاوز ..!هو يبكي أحوال أمته , ويحمل همها , ولكن همّ سلبي ..لم يبذل في سبيل إصلاح مجتمعه كثير جهد , فضلاً عن كونه ربما كان سبباً لصد أقواماً عن الحق والهدى بسلوكه ..
( هل التزامه يبيح له احتقار أهل المعاصي , أم هو داعياً له لرحمته إياهم وقد ذاق حلاوة الطاعة ؟؟)
وفتاة يبدو عليها آثار الهداية والصلاح .. ذهبت إلى السوق فرأت أحوال أخواتها الغافلات , فلم تبدِ نصحاً , ولم تظهؤءر سلوكاً حسناً يجذب إليها تلك الغافلات , فهي تمر من بينهن ولا تلقي سلاماً .. وربما رأتهن في مصلى السوق ,و لم توجه بكلمة . تكون معذرة إلى ربها ولعلّ أنّ يهتدي البعض منهنّ بسببها , بل ولا حتى تبتسم في وجوههنّ , وكأن أخوّة الدين انتفت بالمعصية ..
وربما حضرت عرساً أو مجتمعاً فرأت منكراً , فخرجت من دون أي نصح أو توضيح .. بل ولربما نالت من أعراض مرتكبيه بحجة فسقهم , ومنكرهم ..
( أين محبة الخير للمسلمين وبذل أقصى الجهد في نصحهم ؟؟ وأين الرفق والترفق في دعوتهم ؟؟)فتاة يبدو عليها سيما الهداية والصلاح ..منّ الله عليها بشاب صالح , ولطالما منّت نفسها بمثله ليحلقا في فضاء الطهر و العفة , والإيمان والتقوى ..وتحلم بجناح يحلق بها في جو مفعم بالطاعة ولذتها ..فإذا بها تصدم بقسوة وجمود , وعقلية ليس للود والرحمة فيها مكان ..فالتغنّج ريبة .. والتزين له تبذير .. والجلافة زهد ..والهمسات الرقيقة تفاهة وسطحية ..والسياحة في أرض الله فسوق ..
( زاهد في الدنيا الرجل )
شاب صالح عَلِم الحق وتبين له طريقه .. متدرّع بالعلم الشرعي , يعطي لكل ذي حق حقه .. فرأى لربه عليه حقاً يبذل غاية جهده ليؤديه , ولدينه حقوقاً ينصب لكي ينجزها,و لدنياه حقاً لم يجهله , ولنفسه عليه حقاً تطلبه , فلا بد أن يؤديه ..بحث عمّن تعينه في مسعاه , وتكفيه همّ فتن دنياه , التي تحيط به , ولكل شر وبلاء تدعوه ..فقيل له :ليس خير من فلانة .. صوّامة قوّامة .. ولكتاب الله حافظة , ولكل خير مسارعة , وأهلها قوم صالحون ..فسعى إليها سعياً .. واعتبر موافقتها عليه فوزاً ونصراً ..فلما دخلت بيته ..لم يجد منها ما يعفه , ويحصّنه من الفتن التي حوله ..ولمّا طالبها بالزينة , والدلال وتوابعه والتغنّج له بأجمل طرقه , تعجّبت ..!! ولربما قالت : إن كنت تريد هذا , فلم بحثت عن ملتزمة ؟!!!!!!!!!!!ولربما اتبعته : أي التزام لرجل يحب هذه التفاهات , وأمتي هذا حالها ..
( نسيت المسكينة أن الله سبحانه شوّق الرجال للجنّة بأعذب وأجمل صفات الحسن والدلال ولوازمها في نساء الآخرة لعلمه سبحانه بقيمة ذلك عندهم )
لوقفة الرابعة
سلبية الهمّ لما أصاب أمتنا , ورؤيتنا لسبب ذلك ...
مثال ,التقى برفاقه في جلسة أخوية في استراحة جميلة .. وعلى رشفات القهوة و فناجين الشاي أخذوا يتجاذبون حديث ذو شجون حول أحوال المسلمين وما يجري عليهم من ظلم وتسلّط .. وأخذ كل منهم يدلي برأيه حول وجوب النصرة , وتقصير الحكومات والنظم القائمة .. والجاثمة على رقاب العباد .. وهم يكاد يقتلهم الحنق والقهر من هذا الواقع المؤلم في هذا الزمان .. ولم يفتهم أن يرموا بالتهم ويكيلوها للعلماء الصامتين على ما يجري ..مضت الساعات وهم على هذا الحال .. وانفض الاجتماع ورجع كل لأهله ..دخل على أمه التي أقلقها تأخره , فسلم وانصرف إلى جهازالحاسوب الخاص به..سألته :
بني أين ما أوصيتك به من أغراض للبيت ؟؟
ثم لِمَ تأخرت علي وقد وعدتني أن تحملني إلى [....] فهي مريضة منذ أيام وليس عندها من يخدمها أو يعينها ؟؟؟!!أوه الله يهديك يمة ..
والله نسيت.. بعدين.. بعدين .. سوف أذهب بك إلى المكان الذي تريدين وأشتري لكم ماتريدون .!أمضى هزيعاً من الليل على ذلك الجهاز .. ثم أوتر بركعات خفيفة بسبب الإعياء .. وخلد إلى النوم ..وحين أيقضته أمه لصلاة الفجر قام كسلاناً يجر خطواته إلى المسجد جراً .. وربما لم يدرك إلا الركعة الثانية , وانقلب بعد الصلاة إلى المنزل ليتم نومه .. أو يهرع إلى جهازه إن فارقه الخمول و النوم ..!!.عجباً رغم الهمّ الذي يحمله لأمة الإسلام إلا أنه مقصّر في واجبات متحتّمة عليه .. !ولا يجد في ذلك حرجاً أو غضاضة ..!!.
هكذا نحن ..
نتألم لحال المسلمين وما يصيبهم في بقاع الأرض , ونشغل أوقاتنا بتسطير المقالات والأشعار ,ونحن على ما نحن عليه لم نبذل لتغييرذلك سبباً , وقد قصّرنا في حقوق وجبت علينا ولا يمنعنا من آدائها مانع أو يحول بيننا وبينها حائل .. ونتباكى على حالنا والظلم الذي لحق بنا .. وما علمنا إن ذلك بأعمالنا ..فالله سبحانه غني عن سماع أنين المعذبين , وزفير المظلومين , وصياح المستغيثين , و صرخات المكلومين ..وإنما لعلهم يتضرعون ..ولدينهم يرجعون , وله من قريب يتوبون ..ونرد ذلك إلى تسلّط الظالمين , وقهر الجبّارين , وعدوان الظالمين ..وكأننا بذلك نبري ساحتنا مما يصيبنا , أو يصيب إخواننا ..ولو تأملنا حال سلفنا رضي الله عنهم , لرأينا عجباً .. فقد ألم بهم من الأذى والعذاب مالم يخطر على بال , ورسول الله صلى الله عليه سلم بين أظهرهم , وكتاب الله يتنزّل عليهم غضاً طرياً ..وهم والله خير منا وأكثر انقياداً واستسلاماً له سبحانه ..ورغم ذلك أتت : " قل هو من عند أنفسكم " و " بما كسبت أيديكم "فهلاّ استشعرنا ذلك ؟ و استشعرنا فضل هذا البلاء , وكان وقوداً لنا للعمل الرشيد , ولم نشتغل به , بل بمسبباته ..لِمَ نظرتنا سلبية لكل ما يجري لنا .. مما يجعل تلك السلبية تنجرُّ إلى أعمالنا ..؟!!فأي نصر نرتجي وهذا حال صالحينا , فما بالك بمن سواهم ممن جاهروا ربهم بالعداء , أو عكفوا على عبادة غيره من العباد والأولياء ..
طف في أمة الإسلام ثم انظر فهل
يرجى لهم مع حالهم كشف العلل
,. نبضة .,
لوّ أشغلنا أنفسنا بعيوبنا , وتصحيح عقيدتنا ودعوة غيرنا لتصحيح المسار وعمّرنا أوقاتنا بالذّكر والطاعة .. لنكون أهلاً لإجابة الدعاء والقسم على الله لرفع البلاء .. لرأينا كرامات الأولياء , وانبلاج الفجر لليل طال فيه العناء ..وإن كان ولا بد فكن مع الغرباء .. فإن لهم طوبى وأكرم بها من بشارة بالسعد.. فهنيئاَ للسعداء ..
نبضة بشارة
البلاء والقتل وتسلّط الأعداء ينطوي على رحمة الله الواسعة بتمحيص هذه الأمة في الدنيا لتسلم يوم العرض من الفتنة ودرك الشقاء ...:
الوقفة الـــحالنا مع قوله تعالى :
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110
وقوله :
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
}آل عمران104
ولنقف معه وقفات ..
[1 ]أقيمت الصلاة وأتى المصلون إلى المسجد يتوافدون من كل جهة إليه لأداء الصلاة.. وحوله مجموعة من الصبيان يلعبون أو يتحادثون ..فقديدخل البعض منهم لإدراك الركعة الأخيرة , وقد يبقى آخرون إلى ما قبل السلام ثم يأتون ويجلسون في مؤخرة المسجد ليظن أهلهم أو من يحرص عليهم بأنهم صلوا !!وقد ينصرفون ولم يدخلوا المسجد !!!
( ظاهرة تكاد تكون عامة في مجتمعنا )
لم يأبه بهم أحد وكأن حالهم لايعني أحداً فكل مسؤول عن ولده فقط إن كان عليه حريصاً.ومشفقاً.وفاتهم أن صلاح المجتمع حولهم مما يعينهم على تربية أبناءهم على التقوى والصلاح..وثباتهم عليه ..!ونسوا بأن هؤلاء الشباب ثروة الأمة وعمادها وأن أمرهم بالصلاة وحثهم عليها سبب بعد مشيئة الله تعالى في صلاحهم ..وهو من الأمر بالمعروف الذي أمرنا به , وميّزنا الله به عن غيرنا من الأمم ..أما علم أولائك أن صلاح المجتمع يبدأ بالتعاون على البر والتقوى ونشر الصلاح بالدعوة إلى أسبابه , وأن الصلاة من أعظم أسباب ذلك الصلاح ..؟؟!!ترى أين الحسبة والمحتسون في هذا الزمان .. الذين لاهم لهم إلا إعانة غيرهم على الطاعة وحثهم عليها , ونهيهم عن المعاصي والتنفير منها ؟!!وأين هذه الولاية التي خولتنا لهذا الأمر العظيم الذي هو من أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة ..وبه يرفع الله عنا البلاء , ويمنع وقوع العذاب المستحق ؟؟!!!
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71ترى لو أن كل مصلٍ أمرهم بالدخول للمسجد والمحافظة على الصلاة وشعر بأنهم أبناءه أو إخوته .. هل سكون الحال على مانراه اليوم ؟؟!
ومضة
..أيها الإنسان ما أضعفك , وما أكفرك وأجهلك ,وهب الله للخلق عقولاً تعي تكاليف الشرع , ومصالح الحياة ..وجعل هذا العقل مدار التكليف , فمن سُلب هذه النعمة سقطت عنه تكاليف الشرع وواجباته..وآتاه عواطف وأحاسيس ومشاعر تضفي على حياته طعماً ورونقاً بديعاً تزين به الحياة , ولكن جعل القلب ( العقل ) ملكاً عليها وحاكماً لها ..وهو موافق لما شرعه الشارع من أحكام ولا يمكن أن يخالفها إلا بسبب علة وعيب فيه (العقل ) ..
^^^
وبناء على ما سبق فلنقس أفعالنا وردود أفعال غيرنا تجاهنا والعكس ..:
الوقفةرأى في فلان من الناس ( أو رأت في فلانة ) خيراً وصدق استقامة فأحبه وأخبره بحبه إياه ..ومضياً على ذلك زمناً ينعمان بخير صحبة وأصدق أخوّة ..فلما اختلفاً يوماً على أمر ما .. أخذ يكيل لأخيه التهم ويرميه بمجانبة الهدى , أو ربما أساء به الظن لحديث بلغه عنه , أو وشاية عنه سيقت إليه ..فاستباح عرضه , و بكل عيب أخذ يرميه ..فكأنما لم يكونا يوماً أخوين ,
ويجمعهما على الحق طريق ولا همٍ لدين ..
فأي أخوة هذه ؟؟وأي محبة في الله تلك؟؟
حين يضع الرحمن لأخيك في قلبك محبة ومنزلة لم يبلغها الكثير ممن تعرفهم أو تخالطهم ربما أكثر منه ,فانظر للسبب الذي بلغ به هذا الأخ تلك المنزلة , فإن كانت لله وفيه , ( بسبب طاعته لربه أو صلاحاً ظاهراً بداً عليه , أو صدحاً بالحق ونهياً عن الباطل منه ) ..فالتمس له عذراً إن زل يوماً , واصدقه النصح سراً , وأظهر محاسنه جهراً , وبح بحبك له , وصله وإن جفا , وأدع له بالتسديد والتوفيق ظاهراً وباطناً ..وافرح لفرحه , واحزن لحزن أصابه وكن منه قريباً مواسياً ..وإن كان معك غير ذلك ..لتنل عظيم الأجر والثواب الذي أعد لذلك ..
فالأخوة
ستر للزلات , وإقالة للعثرات , وإلتماساً للأعذار , ومغفرة للإساءة , ومجازات عليها بالإحسان , ما دام أخيك على طريقه وهديه ,:
وقفة تأمل ..
عجيب أمر هذا القلب .. نظرت لقلبي فإذا به خانة وحيّزاً لأناس لم أرهم ولا أعرفهم إلا ما بدا لي فيهم من صلاح وحسن هدي ..وإذا بي أخصهم بالدعاء , وكأنهم من صفوة الأحبة والأقرباء ..تساءلت بيني وبين نفسي هل ترجين منهم نوالاً ؟؟أو تطمعين بنفع منهم في الدنيا أو تحصلين على مزايا ؟؟فلم أجد إلا جواباً واحداً ..أحببتهم لحبي لطريقهم , وسوف أخرجهم من تلك المنازل حتماً إن حادوا عن طريقهم أو نكصوا على أعقابهم ,..نبضة..هنيئاً لمن حازوا تل المنابر , وأمنوا تحت ظل العرش يوم كشف السرائر ..اللهم لا تحرمنا تلك المنزلة ..:
.. وقفة وهمسة أخرى ..حمل هم الإسلام وأشتغل بنصرته ونصرة أهله , ورأى أن من نصرته الواجبة , المنافحة عن حياضه , والذود عن مبادئه , وحماية جنابه عن تحريف المبطلين وحرب المعادين , وتشويه أهل الشهوات المفسدين , ومقاصد أهل الشبهات المغرضين ,فلما حاربوه , وبالعداء بارزوه , وما استطاعوا من الأذى به ألحقوه .,كان هذا مما أحزنه وآلمه , وقطّع نفسه حسرة وأسى أقضّ عليه مضجعه ,.
ترى هل حزنه وألمه لما أصابه ؟ أم لضلال مخالفيه وبعدهم الحق وحبه للخير لهم ؟؟
فإن كانت الأولى فليراجع مقصده ونيته , فإن كانت غيرة لدينه ومحبة لنصره , وأحزنه أن لم يجن إلا عداوة وحرباً ,فليتذكر ما قيل لصفوة الخلق قبله :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام 112
وأيضاً ..
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }[/color]الأنعام123وليتأمل هذه :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }
الفرقان31
فهل هو خير من أنبياء الله ورسله , وصفوته من خلقه ؟؟!!
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }السجدة25
وإن كانت الثانية , فقد قيل لمن هو خير منه عند الله وأتقى :
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
فاطر8
وقال له أيضاً :{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }الكهف6
فلنتأس به , فقد واساه ربه الذي هو أعلم وأصدق وأبر وأكرم ,:.. وقفة أخرى ..:رسمها في مخيلته كأجمل وأعذب ما يتصوره من صفات الأنثى الكاملة ,وهي كذلك رسمت له صورة مغدقة في الخيال الحالم , لرجل يملك كل صفات الرجولة الكاملة , وليس لأحد عليه سلطان أو سطوة إلا هي لكونها تربعت على عرش مملكة قلبه العامرة ,فلما اجتمعا سوياً رأى رأى منها ورأت منه ما يلازم البشر من العيوب والنقائص , والتي هي ملازمة ولا بد لساكني الدنيا ,جُبلت على كدر وأنت تريدها ..,,’’,,.. صفواً من الأكدار والأقذارفعافها وعافته وظنّ كل منهما بأنه خدع بصاحبه !!ونسيا .. (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ..):::
وهناك من ..تاقت نفسه لها وتاقت نفسها إليه وانجذبت روحيهما لبعضهما ,رأى فيها ما يتمناه في شريكة عمره ومعينته على دهره , ورأت فيه حصناً يقيها فتن الزمان , وحوادث الدهر ,وكل منهما آلى على نفسه أن يكمل نقص الآخر إن رآه ,ويعزز إيجابياته الموجودة ,
ونظرا للحياة بواقعية , وعرفا أن إسعاد كل منهما لصاحبه هو سعادة للآخر ,وأن الكمال عزيز في دنيا كل ما فيها قد جبل على النقص والمعائب ,وأنهما سيشتركان في في رحلة شاقة طويلة تتخللها مخاطر وعقبات ومفاوز , حتى يصلا إلى دار مقامهما
ليجدا الراحة والسعادة التامة التي ينشدانها ,
فلله درهما ما أعظم سرورهما إن وصلا ..:

وقفة أخرى ..
قد يبتلي الله أقواماً بحسن ظن غيرهم بهم , فإن قالوا قولاً وإن كان مقولاً , يرون له صدى وقبولاً , وإن كتبوا أُ ثنيَ على ما كتبوه خيراً وإن كان خربشة وثرثرة ,فلربما فرحوا به وطاروا !!ولربما ظنوا بأنفسهم ماليس فيهم من خيرٍ وعلم , أو تقى وفهم ؛فكان مدخلاً للغَرُور عليهم ليشوب عليهم إخلاصهم إن كان ثمة إخلاص !وما علموا إنه ربما كان امتحاناً وابتلاء ليعلم صدق مقصدهم , ويبلوا حسن معتقدهم , ووضوح طريقهم ومحجتهم ,{ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35فحري بالعاقل ألا يفرحه مدح المادحين ,ولا ثناء المثنين , فهو أعلم بعيوبه منهم ,وليشكر ويكثر الحمد لمن ستر عن الخلق عيوبه , وجمّله بستره ,وليستيقن بأنه سيحشر يوم القيامة فرداً , ولن يكون في صحيفته إلا عمله ,فليحسن إلى ربه, كما أحسن إليه فجمّله بما ليس فيه ,
:وقفة أخرى
هناك ..في ملأ أعلى وأجل قدراً ..وأخص وأغزر علماً ..رأوه نابغاً ذكيــأً يغوص في العلوم بطريقة أبرع من مما علموه , ويستنبط من الحكم ما لا يدركوه ..ويستسهل ما استصعبوه ويصل حداً لم يظنوا أنه قد يصل يوماً إليه ...
فهل تتوقعون أنهم فرحوا له وبه .. فضلاً عن كونهم ساندوه وآزروه ..؟!!بل حاربوه ..ولمزوه ..وبكل ما يستطيعون من العيوب والنقائص نعتوه !!وبخيلهم ورجلهم أجلبوا عليه ..وضيقوا عليه , وأقصوه ..بلا ذنب ..إلا نبوغه وتميزه ..فقد هالهم أن طرق مالم يطرقوه !!وبرز بروزاً ضاقت به صدورهم ..فخشوا أن يسطع نوره بحيث يذهب نورهم ..!والمصيبة أنهم أعيان في صفوة أمة القرآن ..كما يسمون ,ويحسبهم من يراهم على خير وربهم حسيبهم !!
فأي نصر يرتجى لأمة شاع الحسد والبغضاء بين صفوتهم ؟؟!!!فما بالك بالعوام والرعاع والأوباش من سواهم ..؟؟:اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ..!طهر قلوبنا من الحسد والغل والبغضاء واجعلنا من الراشدين ..!
{وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }لحشر10:
قالت لها : أتدرين أنك غريبة الأطوار , وأن كل ما يصيبك وتشعري به هو نتيجة أحلامك التي تجاوزت الواقع .. وعبرت بك محيطات الخيال ؟!!!- لماذا ؟ وما الذي استدركته عليّ أو بمعنى أصح ما الخطأ الذي عملته ؟؟!!أعرف مقصدك !!وليكن في علمكِ أنني حين اخترت هذا الطريق كنت عالمة بما سوف يصيبني فيه ..ومدركة لنتائجه .. على الأقل في نظر القوم الذين هم على شاكلتك ..!ولكن عذوبة عذابه أحلى وألذّ من عذوبة الطرق التي سواه ...فأنا لم أنتظر من زوجي يوماً ثواباً لما أسديه له أو لمن يحب ...ولا أنتظر من أبنائي كذلك ثواباً غير صلاحهم ودعاءهم لي بعد موتي وهم على خير كنت سبباً في دلالتهم عليه ..فالذكر منهم .. لي فيه آمالاً أرجو من ربي تحقيقها ولو بعد وفاتي .. أما دنياهم فأنا حريصة أن أكون من أعظم أسباب سعادتهم فيها .. لن أثقل عليهم بشيئ مما ترجوه الأمهات .. وسأسعى لأكون الحبيب الصادق لمن أحبوا , وسأفرش طريقهم فيها بالورد والرياحين , وهل أسعد من قلب عبد كان فلذة كبده سبباً لسعادة صالحاً تقياً ؟؟والأنثى كذلك .. وهل أتمنى وأرجو أكثر من أن تحضن تقياً وترعاه وتؤنس وحشته في دنياه ؟؟ فقط أريدهم جبالاً لا تهزها الفتن .. وأعلاماً تدلّ على معالم الطريق السوي ..ومصابيح تضيئ الدجى ..سبحان الله ... أتدرين ..إني والله لأعذركم إذ لم تشعروا بلذة العمل لغير الدنيا ...وتظنون الغربة غربة الديار والأهل ومفارقة الأحباب ,,!! إنها والله غربة المنهج والطريق ...:غريب أمر كثير من الناس !!!كل شيئ عندهم لا بد أن يكون له هدف دنيوي .. فإن قلت لهم : لا أريد من ورائه دنيا تعجبوا ..!! ورموك بعدم الواقعية ...وأنك تسبح في خيال ..!ولكن الأغرب والأعجب أمر هذا الدين .. الذي هو عظيم .. بل حياة لمن به موات .. ونشاط لمن أصابه الكسل ..ومعونة لمن فقد النصير ..!!اللهم إنا نسألك صلاح الظاهر والباطن وسعادة الدنيا والآخرة ..:
نتقلب
نحن معشر المسلمين في نعم ما وعيناها فضلاً عن كوننا نؤدي شكرها ... نسأل الله العظيم شكره على آلائه ودوام ذكره ..فقد يمر أحدنا ببلاء ينهكه أو نبتلى بشدة أو بلاء أو مرض أو هم أو غم أو أي صارف من صروف الدهر المؤلمة ......وقد تنفذعندها خزينة صبره وجلده ..فيتذكر الدار الآخرة وما أعد للصابر فيها .. فتُشحن عندها عزيمته .. ويسترجع شيئاً من يقينه .. فيلجأ إلى إله وخالقه مستعيناً به على مصابه , فإذا به تلوح أمامه بيارق الفرج بين عتمات الشدة .. فيزداد ثباته ويهون مصابه .. ويلهج بحمد ربه وشكره لسانه ...وهذه الشدائد التي تصيب المسلم في حياته بشتى الصور، لا بد لها من فوائد، فإن للشدائد فوائد بالرغم من أنها مكروهة للنفس، فمنها: أولاً: أن الله يكفر بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات، ويدفع الكربُ المكروبَ إلى التوبة، ويلجأ إلى الله وينكسر بين يديه، وهذا الانكسار أحب إلى الله من كثير من العبادات؛ أن ينكسر المخلوق لله سبحانه، وأن يشعر بذله أمام الله، وأن يشعر بحاجته إلى ربه وافتقاره إلى خالقه، فينقطع إلى الخالق ويترك المخلوق، وهنا يتحقق التوحيد ويتنقى من أدران الشرك بأنواعها، ويخلص الإنسان لربه. ..وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعية إذا نزل بنا الكرب واشتدت الأمور وضاقت علينا الأرض بما رحبت، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم) ..وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال: ( يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث ) ..وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوة المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)... .
وقفة . .
يقول أحدهم :وكم لله من لطف خفـي ... يدق خفـاه عـن فهـم الذكـيوكم يسر أتى من بعـد ... عسر وفرج لوعة القلب الشديوكم هم تساء به صباحاً ... فتعـقبـه المسـرة بالـعشـيإذا ضاقت بك الأسباب ... يوماً فثق بالواحد الأحد العلـيوقال أبو الحاكم علي السجستاني رحمه الله:إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيـبوأوطأت المكاره واطـمأنـت ... وأرست في أماكنـها الخطـوبولم تـر لانـكشـاف الضـر ... وجهاً ولا أغنى بحيلته الأريـبأتـاك عـلـى قنـوط منـك غيث ... يمن به اللطيف المستجيبوكـل الحـادثـات إذا تــناهت ... فموصول بها فـرج قريـبفالحمد لله على ألطافه بعد أقداره ...ونسأله جلّ في علاه أن يرزقنا حلاوة الإيمان بقدره .. ولذة لطفه في عاقبة أمره ..
:
( وقفة )
هناك مضغة في جسد العبد دائماً ما تثير عجبي رغم صغر حجمها .. ومعرفة أرباب علوم الدنيا لوضيفتها الظاهرة لهم وما أطلعهم الله عليه من علم بهذا !!!إنه..القلبفالله سبحانه أسند إليه العقل .. والطمأنينة .. والصلاح و الفساد بعمومهما ..!وما ذاك إلا لأهمية هذه المضغة .. وأهمية دورها القيادي للجسد !!ولا عجب إن سُمي الملك !!فمن ذا الذي يستحوذ على عجلة القيادة_ قيادة الجسم _ سواه ؟
فحري لكل عاقل لبيب أن يوليه غاية اهتمامه بالرعاية والإصلاح .. والحراسة من غزو العدو له وبطشه !
:(غصة )
يبتلي الرحمن _ ولنضع خطاً على اسم الرحمن _عباده بأنواع البلاء في هذه الدار لحكمة وضحها في قوله تعالى : [ هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ...] الخ الآية من سورة الملك ..ومن هذا البلاء المرض ..!!فكيف نحن معه ؟شرع الله للعبد إذا ابتلي بالمرض أن يسلك السبل السببية لعلاجه من دواء حسي أو [ معنوي ] أو كليهما_ الرقية _..فيشرع للمسلم سلوك هذه السبل طلباً للشفاء .. وإن تركها توكلاً و راغباً في كماله فنسأل الله أن يبلغه مراده ..!ولكن ترى أين هذا التوكل في زمن ضعف فيه إيمان العباد ورقَّ .. حتى أضحوا متعلقين فيه بالأسباب و نسوا مسببها سبحانه ..!!ومن رأى ما يحصل مما يذكره الناس عند الرقاةالشرعيين _ صدقاً أم إدعاءً _ أو في المستشفيات ..أذهله هلع الناس من المرض وتعلقهم بالأسباب دون المسبب ..!فأين من يطلب التوكل الواجب فضلاً عن كماله المستحب ؟؟
والذي سيكون جزاؤه أن يدخل الجنة بغير حساب أو عذاب ..!!
هي وقفة لمراجعة صلة هذا القلب بمن خلقه .. ومدى تعلقه به ..في كل أحواله ..جعلنا ربي ومن قرأ ؛ ممن صُلح باطنه باليقين .. وأصلح ظاهره بالتوكل ..!فكان مع عكاشة ابن محصن وحزبه ..,’في جلسة تأمل مع النفس البشرية في حالة من حالاتها ..خطرت لي خواطر أحببت أن تشاركوني تأملها والوقوف عندها ولو قليلاً.!!
في أي لحظة من عمر الإنسان سيكون عرضة لحالة من حالات الهم أو الحزن أو الجزع ..!فإذا به يجزع ويتألم فؤاده ويضيق صدره ويتكدّر خاطره .. بمجرد تلبسه بها مهما كانت أحواله قبل طروء الحالة الجديدة عليه ..سيما إن كان ما أصابه يُعد مفاجئاً له لم يكن يحسب حسابه .. أو من قريب أو حبيبٍ يراه أكبر في عينه من أن يجرحه او يتسبب في تكديره ..فما بالكم لو كان ناتجاً عن تصرفٍ من إبنٍ من أبنائه ..
أو صفيٍ من أصفيائه ؟؟!!
لا شك ولا ريب أنه سيكون أشد إيلاماً و أعمق جرحاً ..لأنه سيكون ممزوجاً بالعاطفة والرقة والحنان وجياشة الحب .. ولكم أن تتصوروا تجمع الأضداد كيف سيكون مؤلماً !!!!:حينها والله راعني إساءتُنا لمن ربانا بنعمه وأحاطنا بأفضاله ومننه !!فاقشعر بدني .. وانتفضت جوانحي .. وأنا أرددقول ربي لنا حين نعصيه ..
[يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا.يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم.يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فأستغفروني أغفر لكم .يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .يا عبادي ! لو أن أولكمم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا .يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا .يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] .رواه مسلم [ رقم : 2577 ].وكأني به سبحانه ينادي ..
[يا عبادي إني و الأنس والجن في نبا عظيم اخلق ويعبد غيري ,,, ارزق ويشكر سواي خيري إليكم نازل وشركم إلي صاعد أتودد إليكم بالنعم و أنا الغني عنكم و تتبغضون إلي بالمعاصي وانتم أفقر ما تكونون إلي من أتاني منكم تلقيته من بعيد ومن اعرض عني ناديته من قريب و أقول له أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي ومن ترك لأجلي أعطيته المزيد ومن أراد رضاي أردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد أهل ذكري أهل مجالستي ,, من أراد أن يجالسني فليذكرني أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تبتم إلي فانا حبيبكم وان أبيتم فانا طبيبكم أبتليكم بالمصائب لأطهركم من المعايبالحسنة عندي بعشرة أمثالها و أزيد والسيئة عندي بمثلها و أعفو وعزتي وجلالي لو استغفرتموني منها لغفرتها لكم ,,,,,يا عبدي رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي و أنا ارحم بك من والدتكيا عبدي متى ترجع فقد اشتقت إليكيا عبدي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي ]

حين ذاك تتلاشى سحب الحزن ..و تلتأم جروح الألم .. و تنفرج ضيقة الصدر .. لتحل الطمأنينة والرحمة .. وتغمر القلب موجة حب الخير للمحبوب .. وإذا باللسان يلهج بالدعاء له مما يورث راحة غامرة وابتسامة حالمة ..وكأنما ولد مولود جديد ليكمل مسير ذلك الجسد المسجى ..!!:اللهم من أذيناه أو آذانا .. آلمناه أو آلمنا .. أحزنّاه أو أحزننا .. بقول أو فعل ..فاجعل له بمداد الإساءة وحروفها .. وزمان الألم وامتداده .. رحمة وراحة وأنساً ورفعة قربى وأضعاف ذلك حسنات ماحيات و أعمال صالحات باقيات .. وسبقاً إلى الجنات ..وأ حبّه وحبّبّ فيه وإليه أصفياءك من خلقك ..:
وقفة
لابد من لحظة ترنوا النفوس بها
إلى بقايا حطام من مودعها
وهذه الدار في أحوالها غير
تستقبل اليوم من أمسى يشيعها
في لحظات الوداع تستكين الأنفس .. وترق المشاعر وترهف .. !!بل وتسكب العبرات على مفارقة من ألفتهم النفوس وارتاحت لهم الأرواح ..حزنا لمفارقتهم , و خوفاً من فقدهم , و ألماً لفقد الأنس بهم ..و لكن هذا حال الدنيا .. لقاء وفراق .. استقبال و وداع ..ولابد لكل حبيب من مفارقة حبيبه مهما طال الإجتماع به !!كيف وقد ألقي في روع حبيبنا صلى الله عليه وسلم ذلك [ يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه ] ..و ومع هذا الإحساس إذا بالمداد قد جف .. و الكلمات لم تعد تسعف ذا البيان ..وقد يكتفى بالصمت في لحظة ضعف من وداع ..,
:
همسة
سبحان الله با لأمس تحدثنا عن الوداع .. وكان الدافع وداع في أودية الدنيا وشعابها ..!!واليوم استنشقت رائحة وداع من نوع آخر ..!!وداع حبيب لدار أخرى يفرق البدن عند ذكرها , و ترتعد الفرائص عند رؤية منازلها ..!!وداع قد يكون ليس بعده لقاء !!فأعظم فرقة بين أهل الجنة وأهل النار !!!ترى لماذا تستوحش النفوس عند ذكر وداع أحبتها لتلك الدار ..؟؟!!أهو ألم فراق الأبدان !!أم خشية عدم اللقاء ؟!!قلت لمن يحب حبيباً ما رآه : فلتعتبره ميتاً !!فردّ قبل أن أكمل : لا .. لا .. الله لايقوله !!فال الله أبرك .. يارب تحفظه لــ ... لمن يحبه !! ثم تدارك .. أهله أكيد يحبونه !!!فقط أهله ؟؟فردّ ..أظنك ممن يحبه !!ترى لماذ نخشى الفرقى بالموت لهذه الدرجة ؟؟!!أهو خوف من ذنوبنا أن تبعدنا عن أحبابنا ؟أم خشية فوات لذائذ الدنيا علينا أو عليهم؟؟
همسة
لو لم يكن لاجتماع المحبين لذة لما جمع الله بينهم إن كانوا من أهل الجنة رغم تفاوت درجاتهم ..!اللهم اجمعنا بمن نحب في الجنة على سرر متقابلين ..,
: