الخميس، 24 أبريل 2008

رحمك الله يا هديل ..!



توفيت أختنا هديل محمد الحضيف صباح اليوم بعد غيبوبة تجاوزت الأسبوعين ..
فإنا لله وإنا إليه راجعون ,

غفر الله لها ورحمها وتجاوز عنها , وأبدل سيئاتها حسنات , وموتانا وموتى المسلمين ..

جبر الله مصابكم آل الحضيف , أخلفكم خيراً ..

وربط على قلوب والديها ومحبيها وألهمهم الصبر والسلوان ..




:



السبت، 19 أبريل 2008

العلاقات بين النجاح و الفشل ..!



حين تنسجم الأرواح وتتآلف ثم تحدث الفرقى...
يشعر الإنسان بانفجار عظيم يهز كيانه وأرجاء روحه ..
لكنه سيستسلم لقضاء ربه _ إن كان مؤمناً _ أو يسلو سلو البهائم إن ضعف إيمانه وعظم جزعه ..
لكن الذي أثار عجبي هو من يفقد أحبابه بإرادته وبصنع يده ..

ولا ينتبه لفداحة خطأئه إلا بعد فوات الآوان ...
فقليل من يستطيع بناء علاقات ناجحة والأقل هو من يحافظ عليها وينميها ..

في قراءة ترويحية عثرت على كلام أثار إعجابي وتردد صداه في نفسي ..
فحفظته لدي ..

وتذكرته فعدت لقراءته اليوم فاخترت شيئاً من عباراته لتشاركوني قراءتها ..
... ووددت أن أشارككم في تأملها ...

لكن أتمنى و أنتم تقرءوها أن تقرءوا ما بين السطور .


العلاقات - بجميع أنواعها – كالرمال بين يديك ... فإذا أمسكت بها بيدٍ مرتخية و منبسطة ستظل
الرمال بين يديك و إذا قبضت يد و ضغطت عليها بشدة لتحافظ على الرمال سالت من ...
بين أصابعك ..

و قد يبقى منها شيء في يدك ..
و لكنك ستفقد معظمها ..
و العلاقات كذلك فإذا أمسكتها دون إحكام محافظاً على إحترام الآخر و حريته فغالباً ما ..
تستمر العلاقة كما هي ..
ولكن إذا أحكمت قبضتك على العلاقة رغبة في التملك ..
فإن العلاقة ستأخذ في التلاشي إلى أن تفقدها نهائياً ..
عندما تصاب بأي جرح عاطفي ..
يبدأ الجسم في القيام بعملية طبيعية كالتي يقوم بها لعلاج الجرح البدني ..
دع العملية تحدث ..
و ثق أن الله سبحانه و تعالى سيشفيك مما أصابك ..
ثق أن الألم سيزول ..
وعندما يزول ستكون أقوى و أسعد و أكثر إدراكاً ووعياً ..
بعد فترة ستدرك الفارق الدقيق بين الإمساك بيد و تقييد روح ..
ستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل ..
و الصحبة لا تعني الأمان .. و الكلمات ليست عقوداً ..
و الهدايا ليست وعوداً ..
و ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوع و عينين مفتوحتين ..
و صلابة تليق بعبد مؤمن و ليس بحزن الأطفال ..
و ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن أرضية الغد غير مستقرة ..
تماماً كبناء خططك عليها ..
و ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرق ..
إذا تعرضت لها طويلاً .. و لذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك ..
بدلاً من أن تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود ..
و ستعرف أن بإمكانك حقاً أن تتحمل ..
و أنك بحق أقوى ..
و أنك بحق شخص ذو قيمة ..
و ستعرف و تعرف ..
فمع كل وداع ستتعلم ..!!
الحب الحقيقي لغيرنا يعني أن لا نشترط فيه أية شروط ..
كما أنه يعني القبول الكامل بل و الإحتفاء بشخصيته كما هي ..
البعض يدخلون حياتنا و يخرجون منها سريعاً ..
و البعض الآخر يعايشنا لفترة تاركاً بصمات في قلوبنا ..
فالناس جميعاً لم و لن يكونوا شيئاً واحداً أبداً ..
إذا قضيت و قتك في الحكم على أفعال الناس ..
فلن تجد وقتاً لتحبهم يتطلب الأمر الكثير من الفهم و الوقت و الثقة حتى أبني صداقة حقيقية مع الآخرين ..

أتمنى أن تقضوا وقتاً ممتعاً ومفيداً هنا ..

أسعدني ربي وإياكم بطاعته ..!


:

الخميس، 3 أبريل 2008

وقفة مع آية من كتاب الله ..


إخوتي وأخواتي ..
كتاب الله عز وجل سلوى للمحزون..
و عظة للمتعظ .. و إنذار للعصاة ..
وروح للموات .. وحياة للقلوب ..
وعد و وعيد وزجر عن الظلم شديد ..
وهدى للضالين .. بصر وبصيرة ..
وأخبار وإخبار ..
و تشويق لما عند الرب الوهاب ..

سنقف اليوم مع آية من كتاب الله استوقفتني ..
وحُق لمن قرأها أن يتوقف عندها ويتأملها غاية التأمل ..
..

يقول الله تعالى :
"
ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه
الأبصارمهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء
. "..

آية تهديد ووعيد ..
ولكن ما أعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين،
فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ..
ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين..
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ ..
والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل

" اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم"

ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته

" إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"

أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة، لاتتحرك الأجفان من الفزع والهلع، ولاتطرف العين من هول ماترى،

" مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء"

أي مسرعين لايلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف..
ماأعظم بلاغة القرآن وماأروع تصويره للمواقف..
حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك...
أخي/تي ..
تخيل وأنت تقرأ هذه الآية مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفاء وشردوا النساء ، وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأرض البوسنة والهرسك والشيشان الفساد ومن أذاقوا أخواننا في فلسطين صنوف العذاب والقهر والظلم ، وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله، تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله..

ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:
" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون"..
اللهم اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا على دينك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

: