الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

في سرنديب ..!





إخواني وأخواتي..
ها أنا أعود كما وعدتكم _ و إن طالت غيبتي _ لأحدثكم عن رحلة الأحلام.....رحلة الى بلاد أطلق عليها لجمالها عدة أسماء....فهي... «سرنديب» كما أسماها العرب قديماً، أو «سويل لون» كما أسماها الرومانيون، أو «سيلايو» كما أسماها البرتغاليون، أو «سيلون» كما أسماها البريطانيون، وبعيداً عن تعقيدات كل تلك الأسماء فهي «الجزيرة الجميلة» بترجمة حرفية عربية لمعنى الاسم الحالي سريلانكا...
أو سرنديب التي قال فيها البارودي :


كفى بمقامي في ســــرنديب غربة ....... نزعت بها عنـــي ثياب العلائـــقِ
ومن رام نيل العزّ فليصطبر على......... لقاء المنايا واقتــــحام المضايــــــقِ
فإن تكــن الأيام رنّـقْـــن مشربــي ......وثلّمْـن حدّي بالخُطُـــــوب الطّوارقِ
فما غيّرتني محْنةُ عن خليقتـــــي ......ولا حوّلتني خُــدْعـــــةُ عن طرائقـي
ولكنّنــي باقٍ على ما يســـــــرٌني ..... ويُغضب أعدائي ويُرضــي أصادقي
فحســرةُ بعدي عن حبيبٍ مُصادق ..... كفرحة ِ بُعــــدي عن عدوِ مُمَــاذِ قِِ
فتلك بهـــــذي والنًجاة غنيمـــــــةُ ...... من الناس , والدنيا مكيدة حـــــــاذقِ
ألا أيــــها الـــــزّاري عليّ بجـهله......ولم يدرِ أنّـــي دُرًةُ في المفـــــــارقِ
تعـــزّ عن العليــاءِ باللؤم واعتزل..... فإنً العُــلا ليســتْ بلغــــو المناطقِ
فما أنا ممّنْ تقبل الضيْم نفســـــــه ..... ويرضى بما يرضــــى به كل مائقِ
إذا المرء لم ينهضْ بما فيه مجدُهـ.... قضى وهو كَلٌ في خُـــــدُورِ العوائقِ
وأيٌ حيــــــــاةٍ إنْ تنكًرَتْ ..... له الحال لم يعقــــــــدْ سيُور المناطقِ
فما قذفاتُ العِــــــــــزْ إلّاـ لماجـد.....إذا هَمّ جــــــــــلّى عزمــه كلّ غاسقِ
يقول أُناسُ : إنني ثُــرْتُ خالعــاً.... وتلك هَنــــاتُ لم تكْــــن من خلائقـــي
ولكنني نــــاديْتُ بالـعدلِ طالبــاً ..... رضا اللهِ واستنهضْتُ أهل الحقائـــقِ
أمرتُ بمعروفِ وأنكرْتُ مُنكَرا..... وذلك حكـــــمٌ في رقاب الخلائــــــــقِ


وهي عبارة عن جزيرة تقع جنوب شرق الهند وفي شمال المحيط الهندي.





المدن الرئيسية :

كولومبو COLOMBO: العاصمة وتعتبر أثرى مدينة في سيريلانكا.

كانديKANDY: ثاني مدينة من حيث المساحة وعدد السكان بعد كولومبو وأيضاً تعتبر هي الثانية من أثرى المدن وربما تكون أثرى من كولومبو نفسها.

نورالياNUWARA-ELIYA: مدينة جبلية باردة بها مزارع ومصانع الشاي.

ديمبولا DOMBULLA: وهي قريبة من المطار تقريباً وقيبة من سيقيريا والصخرة الكبيرة << توهقت نسيت اسمها ..

غال GALLE : وهي مدينة ساحلية وأكثر ما تضرر من تسونامي ولاتزال تلك الآثار موجودة تدمي القلب نسأل الله السلامة ..



العملة: الروبية السيريلانكية



أسعار الصرف:

1دولار أمريكي = 106 روبية سيريلانكية .
1 ريال سعودي = 29 روبية تقريباً.

الديانة:

بها عدة ديانات لكن الأبرز :

1- البوذية: هي الديانة المنتشرة والحاكمة ولها الكثير من المعابد ( صنم بوذا ) في سيريلانكا.

2- الكاثوليكية. 3- الإسلام: ما نسبته 20% تقريباً.
4- الهندوسية : وغالبيتهم من التاميل هم عباد البقر ويعرفون بالنقطة الحمراء على جباههم ومضغهم لعشبة تشبه القات تحول لون الشفايف إلى البرتقالي او الأحمر.

فارق التوقيت:

+5,30 عن توقيت جرينتش و +2,30 عن توقيت مكة المكرمة.

التيار الكهربائي: 220 volt, ويستخدمون مداخل ثلاثية.

اللغة: السيريلانكية وهي اللغة الرسمية ولكن يتقن أهل البلد اللغة الانجليزية وقليل من يتكلم العربية والتاميلية لغة الهندوس.


تلك كانت مقدمة بسيطة لتهيئتكم للابحار معي في رحلتنا هذه إلى سرنديب ..

شاكرة لكم المتابعة مقدماً..

/

رجعنا بعد أن سحرتنا بجمالها وروعة طبيعتها البكر....رجعنا وقلوبنا قد تعلقت ببرودة شلالاتها..
وجمال أنهارها..وطيبة أهلها.. . فهل نلام بعد ذلك في حبها والتعلق بها ?!!

ولأننا مسلمون فيجب أن نوظف أي تحرك لنا لخدمة هذا الدين و نشره و الدلالة عليه .. و تعزيز جوانب القوة في المسلمين الذين يشكلون أقليات في بعض البلاد و منها سيلان " سيريلانكا "
ومن واجبنا كمسلمين معرفة حال إخواننا هناك..
ما يتميزون به...ومما يعانون...واماكن تواجدهم..
وحبذا لو وزع احدنا بعض من صدقاته عليهم..
فعشرة ريال تعني لهم الكثير..
والصلاة في المساجد وسؤالهم عن احوالهم له اثر في نفوسهم وهم في امس الحاجة للدعم ولو بالقليل ..

ولتحفيزكم للمتابعة سأفتح شهيتكم بصور تنطق بالتسبيح للخالق المبدع سبحانه ..
لمنتجع هوجاس فولس الذي لم أتمكن أنا من تصويره .. و للطريق المؤدي إليه ..



الاسلام في سريلانكا

ان سريلانكا أوسيلان أو جزيرة الياقوت كما أطلق عليها المسلمون، بحكم موقعها كانت منذ القدم مركزاً للنشاط التجاري، تحمل السفن من شواطئها أنواع التوابل والأحجار الكريمة إلى العالم.. ويعتبر العرب من أوائل الأقوام التي كانت لهم علاقات تجارية مع سيلان.. كما اتخذها بعضهم موطناً لسكناهم.. تزاوجوا مع سكانها.. وأصبحت بالنسبة لهم موطناً ثانياً.. وأطلقوا عليها جزيرة الياقوت.. نظراً لوفرة الأحجار الكريمة في أرضها.

وبعد ظهور الإسلام.. والأخبار التي يرددها التجار العرب عن الدين الجديد.. وعن القيم التي ينادي بها.. مثل المساواة بين الناس.. والعدل الذي لا يفرق بين أسود وأبيض أو بين غني وفقير أو صغير وكبير.. أو بين مسلم وغير مسلم.. ازداد شوق سكان سيلان للتعرف على الإسلام.
ينقل ابن شهريار في كتابه عجائب الهند.. أن أهل سيلان عندما سمعوا عن الدين الجديد أرسلوا رسولاً منهم إلى المدينة المنورة مركز الدولة الإسلامية ليتعرف على الإسلام.. ويعود بالأخبار الموثوقة عن هذا الدين الجديد.. ووصل الرسول والتقى بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وأخذ منه تعاليم الإسلام.. وعاد ليبلغ قومه بما علم.. وأدركته الوفاة في طريق العودة.. فقام خادمه بتبليغ الدعوة إلى قومه أهل سيلان.. الذين أقبلوا بدورهم على الدين الجديد..
واستمرت الصلة بين مسلمي سيلان.. والمسلمين في المناطق الأخرى.. وعندما تعرض قومٌ من الديبال (بالقرب من كراتشي اليوم) إلى سفينة تحمل مسلمين من سيلان واستولوا عليها.. بعث الحجاج بن يوسف حملة عسكرية بقيادة محمد بن القاسم للدفاع عن مسلمي سيلان وكان من نتائج الحملة أن فتح الله على المسلمين بلاد السند.

ولقد زار الرحالة المسلم ابن بطوطة سيلان في عام 1344م وسجل في كتابه المشهور خواطره حول هذا البلد.. فذكر أن كولومبو عاصمة سيلان كانت مدينة إسلامية.. وأن سكان البلاد كانوا يحبون الإسلام ويقبلون عليه.. ولو قدر للأمور أن تسير سيراً طبيعياً لكانت سيلان بكاملها دولة إسلامية.. ولكن الغزو البرتغالي للجزيرة قلب الأوضاع..• كانت البرتغال تسعى جاهدة إلى غزو البلاد الإسلامية.. وكان البحار الإيطالي فاسكودي غاما الذي قاد الحملة البحرية البرتغالية يتصور نفسه القائد الرسالي الذي بعثته العناية الإلهية ليركز راية المسيح فوق كل أرض تصلها سفنه.. وكان حاقداً على المسلمين بصورة خاصة..ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي بدأ نفوذ المسلمين في سيلان يتضاءل تدريجياً..

فقد احتل البرتغاليون البلاد عام 1505م الذين أبادوا قرى مسلمة بأكملها وحاولوا إزالة الوجود الإسلامي من الجزيرة.
• وفي عام 1658م اتبع الهولنديون الذين احتلوا الجزيرة السياسة ذاتها تجاه المسلمين وأسسوا مدارس تبشيرية لنشر النصرانية في البلاد.
• وفي عام 1716م احتلت بريطانيا الجزيرة.. وإذا كانت سياسة البطش والتعذيب والإبادة التي مارسها البرتغاليون والهولنديون ضد المسلمين قد خفت قليلاً.. إلا أن الإنكليز اتبعوا السياسة التعليمية وفتحوا أبواب التعليم التبشيري لكل الطوائف والطبقات في سيلان.
لقد كان التعليم في خدمة التبشير.. الأمر الذي جعل المسلمين لا يقبلون على هذا النوع من التعليم.. واكتفوا بمدارسهم الخاصة التي كانت ملحقة بالمساجد، وتقتصر على تعليم القرآن ومبادئ الإسلام.
وفي الوقت الذي استفاد معظم سكان الجزيرة من الطوائف الأخرى من هذا التعليم التبشيري.. واحتلوا أهم المواقع والوظائف في البلاد.. إلا أن كثيراً منهم تركوا دينهم واعتنقوا النصرانية، الدين الذي يفرضه المحتل، وتبشر به المدارس التبشيرية..
جرى ذلك، بينما لم يترك مسلم واحد دينه.. لم يكونوا مستعدين لأن يقايضوا قيمهم الدينية ومعتقداتهم مقابل مكاسب مادية مهما كانت.

يتمتع المسلمون السريلانكيين بحرية العبادة وبناء المساجد بقدر يفوق ما يتمتع به مسلمي الدول الأسيوية المجاورة مثل الهند والنيبال والصين، ويشغل العديد منهم مناصب حكومي مرموقة في الوزارات والمصالح الحكومية ولهم حزب سياسي يعبر عنهم ويعتبر قاسم مشترك في تشكيل اي حكومة اذا أخذنا في الاعتبار ان الحزبيين الرئيسيين لا يحققا أغلبية برلمانية تتيح لهم تشكيل حكومة دون إشراك أحزاب الأقليات ، هذا يساعد في حفظ حقوقهم الأساسية عند المساومة في إشراكهم في التشكيل الحكومي

مناطق تواجد المسلمين في الجزيرة :
ينقسم المسلمون في سيريلانكا إلى مجموعتين كبيرتين هما : المورو، والملايو، ويشكل المورو أكثر من 96% من إجمالي نسبة السكان المسلمين.
ولفظة " مورو " كانت في الأصل خاصة ببعض الأفراد إلا أنها في الآونة الأخيرة اكتسبت مفهوماً عاماً، فتمَّ استعمالها للدلالة على ذوي الأصول العربية والهندية من المسلمين. أما شعب الملايو فهم من الأصول المالاوية الذين استقدمهم الهولنديون إلى البلاد إبان احتلالهم لماليزيا.
يعيش المسلمون في عدّة محافظات في البلاد منها : جزيرة جفنا، مانار، ترينكومالي في الشمال. وفي الوسط : بوتالام، ماتالا، كاندي. وفي الجنوب : العاصمة كولومبو، جالي. ولكن أغلبيتهم في المنطقة الشرقية.

يتكلم معظم المسلمين في سيريلانكا " اللغة التاميلية " والتي هي أيضا لغة مسلمي جنوب الهند، وتوجد العديد من المؤلفات الإسلامية لعلماء سريلانكا وجنوب الهند بهذه اللغة. ولكن أصبحت " اللغة السنهالية " الآن وهى لغة الغالبية في سريلانكا، هي اللغة الرسمية للدولة. ومن هنا فإن كثيراً من المسلمين هجروا اللغة التاميلية وبدأوا يتعلمون اللغة السنهالية التي أصبحت لغة الحياة بالنسبة لهم، وتكمن المشكلة في أنه لا توجد مؤلفات إسلامية باللغة السنهالية، ولهذا أصبحت الحاجة ماسة إلى تأليف كتب عن الإسلام باللغة السنهالية، حتى يمكن نشر الوعي الإسلامي والعلوم الإسلامية من خلالها.


و الآن نبدأ في رحلتنا المصورة .

أقلعنا من مطار الملك عبد العزيز بجدة في حوالي الساعة الواحدة إلا عشر دقائق بعد منتصف الليل ..
وفي الساعة السابعة التقطت هذه الصورة بعد أن شارفنا على الجزيرة و قبل موعد الهبوط بوقت قليل ..
استمرت الرحلة حوالي 6 ساعات و 20 دقيقة تقريباً ..





كان في استقبالنا أحد طلاب الأكاديمية الإسلامية هناك بسيارة فان سفاري .. مع سائق رافقنا طوال فترة الرحلة ..

و أخذنا لفندق قالداري في العاصمة كولمبو لنقضي ذلك اليوم هناك ..
وهذه صورله من الخارج و الداخل ..



وهذه من النافذة للساحة المطلة على البحر و يبدو مبنى البرلمان السيريلانكي ..


قضينا ذلك اليوم في هذا الفندق العربي الذي تبدو ثقافته العربية جلية في الصور أعلاه ..
وللأسف أن من ضمن ذلك المعسل !!!
المدينة هادئة جداً ليلاً لدرجة أنك لا تسمع في الغرف إلا أمواج الخليج المتلاطمة ..
والفندق لا بأس به كخدمة و إمكانات .. رغم أننا لم نبحث عمّا يوفره خشية الإحتكاك بالسياح الأجانب الذين رأينا البعض منهم في بهو الفندق ..
وفي صباح اليوم التالي اتجهنا إلى كاندي وهي ثاني مدينة لديهم ..
وهذه صور من الطريق المؤدي إليها من كولومبو .. وهو طريق جميل لا تشعر بمشقته من جمال مناظره ..

تتمتع كاندي بجمال في الطبيعة و المناخ الذي لا يفارقك فيه الضباب ورذاذ المطر ..
وفيها توجد عدة فنادق و منتجعات سياحية كهوناس فوجس و مهاولي و الحياة ريجنسي !!
وهذه بعض الصور لمنتجع مهاولي ..

وصور هوناس فوجس بالأعلى سبق عرضها ..
ويوجد بها سوق مجوهرات وسوق شعبي ومصانع للمنتجات المحلية و بعض الأماكن السياحية ..
ولكن لم يتم تصويرها لأنها لم تشدني .. أو كان بها مناظر غير مناسب تصويرها ..
فالعاملات هناك جميعهم من النساء تقريباً !!!<<< أين دعاة تحرير المرأة و أن عملها وسيلة لتقدم اللأمم ... فرغم سحر الطبيعة هناك إلا أنهم بعيدين عن الرخاء الإقتصادي و التقدم رغم أن نسبة عمل النساء بالنسبة للرجال ربما أكثر من الضعف !!

ثم اتجهنا منها إلى نور إليا المدينة البريطانية الطابع .. و التي تحوي معظم مزاع الشاي السيلاني ..
وهذه لقطات من طريقها الساحر ذو الشلالات الرائعة ..




وفي نوريليا الساحرة لم ينقطع عنا المطر إلا أوقات يسيرة ..
مطر هتان يتخلله الضباب البارد ..

كان الجو رائع جداً نسأل الله الجنة و نعيمها ..
وهذه صور لفندق قراند هوتيل الذي سكنا به ..



مطعم الفندق ..


ساحة خارجية بها استراحات للجلوس ..




ساحة وحديقة الفندق الخلفية ..


وهناك كان رمز للأديان التي يعتنقها الشعب السيرلانكي ..
فهم يعتنقون أربعة أديان " الإسلام و النصرانية و الهندوسية و البوذية "
ربما كان الإسلام ثالثهما ولكنه وضع في الأخير استحقاراً ..
و ماعلموا أنهم وضعوه فيما وضعه فيه من أنزله ..
دين أهل اليمين ..

وهذه بعض المناظر التي رأيناها في نورليا و الطريق منها إلى بنتوتا المدينة الساحلية الرائعة ..









لفتت انتباهي هذه الصورة ..
أخشى أن يصل المد الشيعي إلى هناك ..

فلهم نوع نشاط في كولمبو ولهم مسجد كبير هناك ..


وهذه صورة لطالبات المدرسة الإسلامية للبنات وقد خرجن وقت الفسحة في الحديقة ..





ومزارع الأبقار هناك ..




وهنا بدت لنا شواطئ بنتوتة .. بعد رحلة استمرت ما يقارب 5 ساعات ..!!



والشاطئ المجاور للمنتجع الذي سكنا به إدن ..



والطريق المؤدي للشاطئ من داخل الفندق ..



صور من رحلة بحرية بالقارب ..







كانت بعدها عودتنا إلى كولمبو لنقضي بها اليوم الأخير للتسوق ومن ثم نستعد للعودة في اليوم التالي ..
لي وقفات مع هذه الرحلة و تأملات ستكون بإذن ربي في تدوينة قادمة ..!