الخميس، 3 أبريل 2008

وقفة مع آية من كتاب الله ..


إخوتي وأخواتي ..
كتاب الله عز وجل سلوى للمحزون..
و عظة للمتعظ .. و إنذار للعصاة ..
وروح للموات .. وحياة للقلوب ..
وعد و وعيد وزجر عن الظلم شديد ..
وهدى للضالين .. بصر وبصيرة ..
وأخبار وإخبار ..
و تشويق لما عند الرب الوهاب ..

سنقف اليوم مع آية من كتاب الله استوقفتني ..
وحُق لمن قرأها أن يتوقف عندها ويتأملها غاية التأمل ..
..

يقول الله تعالى :
"
ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه
الأبصارمهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء
. "..

آية تهديد ووعيد ..
ولكن ما أعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين،
فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ..
ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين..
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ ..
والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل

" اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم"

ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته

" إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"

أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة، لاتتحرك الأجفان من الفزع والهلع، ولاتطرف العين من هول ماترى،

" مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء"

أي مسرعين لايلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف..
ماأعظم بلاغة القرآن وماأروع تصويره للمواقف..
حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك...
أخي/تي ..
تخيل وأنت تقرأ هذه الآية مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفاء وشردوا النساء ، وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأرض البوسنة والهرسك والشيشان الفساد ومن أذاقوا أخواننا في فلسطين صنوف العذاب والقهر والظلم ، وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله، تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله..

ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:
" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون"..
اللهم اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا على دينك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

:

هناك 4 تعليقات:

الباحث عن الحقيقة يقول...

آمنت بالله
وبعدل الله
فالله هو العدل
جزاكم الله خيرا
موضوع طيب شفى صدري
الحمد لله الذي بذكره تطمئن القلوب

الخنساء السلمية يقول...

الباحث عن الحقيقة ..

شكر الله لكم .. وشفى صدركم ..

وأسبغ عليكم من جوده ما تطمئن به نفوسكم ..!

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا

غير معرف يقول...

بارك الله لكم ، فيما كتبتم

رحــّـال