الاثنين، 31 مارس 2008

من درر ما قرأت .. (1)






.



في بطون الكتب ..


درر من الأقوال .. لو تأملناها بقلوبنا وعقولنا لوجدنا فيها حكماً عظيمة .. وفوائد جمة .. وأنوار بهية ..

فلو أنّـا سلكنا منهجاً صحيحاً في القراءة .. بحيث ندوّن أيّ فائدة حصل عليها ..

ثم نضفي عليها شيئاً من الشرح لمعناها ومبناها .. لوجدنا بعد مضيّ فترة من الزمن أننا خرجنا بفوائد باهرة ..
وثقافة ثرّة ..

وفوق هذا وجدنا أننا قد كوّنا مؤلفاً مفيداً يصلح مرجعاً لنا عند الحاجة .. أو رفيقاً مؤنساً في السفر والترحال ..

في هذا المتصفح .. أحببت أن أبدأ سلسلة دروس منتقاة من فرائد ما قرأت وهي :

لعلنا أن نخرج ببستان بديع .. به من الورود والأزهار ما يبهج النفس .. ويغذي العقل .. ويسر العين ..

ثم لعله أن يكون لنا ذخراً ومدّخراً في الآخرة .. إن أحسنا النيات ..

وأولى تلك الكتب بالتأمل بعد كتاب الله .. هي كتب الحديث النبوي .. وما فيها من أنوار النبوة ..

فللحديث الصحيح نور يدل عليه ..

لذا كثير من الأحاديث الواردة في الكتب من غير الصحاح ..يعرفها المتخصصون بمجرد النظر إالى المتن ..

ومن غير تحقق من السند .. فيقولون هذا الحديث ليس عليه أنوار النبوة ...

.

وليوم وقعت على حديث رائع بهي .. حلة النور عليه جلية .. وحكمة النبوة فيه بهية ..

فإليكم ما وجدت وما ذيلت له من الشرح وبينت .. ولم آت إلا بقول عالم حاذق .. أو تنبيه مشفق صادق ..



المؤمن مفتّن ..



صَــحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنه قال ..[ إن المؤمن خُلق مُفتّــناً تواباً نسّاء ، إذا ذُكّـر ذَكر .. ]

فهذا حديث يبيّن صفاتٍ للمؤمنين .. تلازمهم ولا تفارقهم .. تصيبهم ولا تُحجب عنهم .. يتلبّسون بها ولا يبتعدون عنها ..

فالمُفتّن هو الممتحَن الذي فُتن كثيراً .. والمراد : ممتَحنَاً يمتحِنه الله بالبلاء والذنوب مرّة بعد أخرى ..


فالفتن تزيده أيماناً .. وتقوي يقينه .. وتبعث فيه روح الصلةالمستمرة بالله جلّ في علاه ..

لأنه بضعفه يعرف قوة الله .. وبعجزه يعرف جبروت ربه ..


وقد ورد في الصحيحين .. أن النبي صلى الله عليه وسلم .. قال :

[مثل المؤمن كالخامة من الزرع .. تفيُؤها الريح مرة .. وتعدلها مرة .. ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجحافها مرة واحدة .. ]

نعم .. هذه صفة المؤمن بإيمانه الحق .. وتوحيده الخالص .. والتزامه الصحيح ..


و التواب النسيّ ..

هو الذي يتوب ثم ينسى ثم يتذكر فيتوب .. يحقق في نفسه بتوبته صفة من صفات الباري جلّ شأنه .. وهي ( الغفار )..

كما قال الله تعالى :
[وأنّي لغفار لِمن تاب وآمنَ وعَمِلَ صالحاً ثُمّ اهتدى ..]

و ذا ذُكّــر ذَكّــر : إذا ذُكّر بالطاعة ثاب عليها ..

وإذا ذُكّر بالمعصيةِ تاب منها ..

وإذا ذُكّر بالصواب أقام عليه ..

وإذا ذُكّر بالخطأ جانبه وفارقه ..


... لا يستكبر .. ولا يتعاظم .. ولا يفتخر .. ولا يتعالى ...

بل يذلُّ لإخوانه .. ويلين لأصحابه .. ويتلطّف مع أحبابه .. لأنه يعلم أن هذا هو سبيل أهل الحق ..وطريق
المؤمنين الصالحين ..

مع أنفسهم بصدق الباطن وصلاح الظاهر .. ومع
غيرهم بطيب المعشر .. وحسن الخلق ..

متأسياً بالقدوة التامة .. والأسوة الكاملة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي وصاه ربه بقوله ..:
[فَبِما رحمةٍ منَ الله لِنتَ لَهم .. ]


هذه صفة المؤمن .. وهذا هو صراط حياته .. ونهج سلوكه ..



.

.

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

::

جزاكِ الله خيراً يا حبيبة..
لعلّكِ بهذا تسنّين في التدوين سنة حسنة..
وكم في دواوين السنة من أحاديث صحيحة يجهلها كثير منا والله المستعان..
وإن من خير وسائل النصرة لحبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نحيي في الناس أقواله وفعاله..بحيث نعيشها وإيّاهم واقعاً..

بورك الفكر والمداد..
جعلني الله وإيّاكِ من التوّابين الأوّابين..

::

شهيدة يقول...

جميل جدا ..

الحديثين المذكورين في التدوينه فعلا لاول مرة اقرأهما ..
وشرحهما رائع ايضا

اصابا مني منزلا


جزيت الخير وزيدينا ايتها السلميه


بالمناسبه .. افتقدنا قلمك .. لعله خيرا فلا تطيلي الغياب ثانيه :)

موناليزا يقول...

جزاكم الله خيراعلى هذه الافادة وجعلها الله فى ميزان حسناتك

الخنساء السلمية يقول...

أم مجاهد ..

وإياكِ .. حيهلاً بكِ ياحبيبة ..

جذلى أنا برؤية حرفك ..

أسعدكِ الله في الدنيا والآخرة ..


شهيدة ..

يا مرحباً بمن شبهت بها :)

لك فقدة والله ..

أما غيابي فالحمد لله على كل حال ..
نسأله رضاه والرضى بما قضى ..

جزيتِ الجنان من المنان ..!

: