الأربعاء، 5 مارس 2008

الرسالة (1) لنجعل حياتنا تزهر بالحب ..!

تمهيد ومقدمة ..
بسم الله الرحمن الرحيم..
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
وعلى آله وصحبه ومن والاه..أما بعد..لقد خلق الله العليم الخبير إبن آدم من تراب ..
فهو يحوي جميع ما في التراب من صفات الشدة في الحجر والسهولة والليونة والإنبساط في السهول والهضاب ..
بل وربما حمل صفات مواد الأرض من معادن وفلزات وغيرها..
وهذا يفسر التباين الشديد بين البشر في الصفات والطبائع والألوان رغم كونهم من أصل واحد..
وأيضاً يكتسبون صفات إضافية من بيئاتهم ومناطقهم التي يعيشون بها ..وحين خلقهم من ذكر وأنثى ...
أبان بين الجنسين وجمع في الصفات..فجعل بينهم من القواسم المشتركة ما يقرب بينهم ويؤلف ..
وجعل في كل جنس صفات ليست في الآخر وهو في أمس الحاجة اليها ..
فيكون كل جنس مكمل للآخر ومتمم..
ثم نفخ فيه من روحه إكراماً لهذا التراب وسمواً به..فالنفس تشرق وتسمو بقدر علوها عن التراب الجسدي ..
فالإنسان مكون من جسد ترابي ونفس روحانية ..
والدين أتى بالموازنة بين حاجات الجسد والروح ..فإن طغت إحداهما على الأخرى إنحرفت الفطرة ..
فمن غلّب الجانب الروحاني على الجسدي بدرجة كبيرة ففيه شيئ من رهبانية مخالفة للسنن الإلهية والهدي النبوي..
ومن غلب الجانب الجسدي الترابي غلبت رغباته الجسدية الحاجات الروحية مما يضعف الجانب العبودي لديه ..
وكلاهما ظالمين وعن الحق حائدين..وهذا الجانب ( الأخير ) هو الغالب على أهل هذا الزمان..
عذراً قد أكون أسهبت في المقدمة ..
ولكني أردت أن تكون الصورة واضحة أمامكم..ندخل الآن الى موضوعنا الذي أريد أن أدلف إليه...
إنه كلمة لطالما أعيدت و كررت ..
شن عليها البعض حرباً شعواء بسبب مفهوم مغلوط لبَّس عليهم معناها الجميل ...
وناضل عنا أقوام واستماتوا في الدفاع عنها بما غشيها من تحريف وتضليل...
وقليل هم الذين حازوها نقية صافية وحافظوا عليها من التلبيس والتحريف..
أتعلمون ماهي ؟؟؟
إنها
,,’’,,.. الحــــــــــــــــبــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ&..,,’’,,
الحب الذي تهفو اليه نفوس البشر على الإطلاق ..
نعم على الإطلاق بلا إستثناء..فوالله أنه لايوجد نفس بشرية لا يأسرها الحب ..
ولاترنو إليه.
.فما من عاقل الا وتسمو نفسه الى ذلك الشعور الذي يجعل النفس حتى وإن كانت صحراوية الأحاسيس تزهر بالورود الجميلة..
بل أن الصحراء حين يأتيها الغيث تموج بزهور ورياحين قل أن ترى في غيرها من البقاع...
فالحب هو الماء الذي نروي به أرض قلوبنا لتزهر ..
وهوضرورة وأجدها الرحمن في القلب لايستقر حاله الا بوجودها..بنوعيه...
حب روحاني .. وهو الذي لله سبحانه وفيه...
وحب جسدي ترابي.. ويدخل فيه حب الزوج والوالد والولد.. بتشعباته ودرجاته..
و هو نوعين ..(كلاهما الروحي والجسدي)حب مكتسب : يوجد بسبب الإحسان وصنائع المعروف..
( فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها )فالخلق جميعاً يحبون الخالق لأنه محسن إليهم أيما إحسان..
يستوي في هذا الحب مسلمهم وكافرهم..وكذلك يحبون من أحسن إليهم من البشر بغض النظر عن أشكالهم وقرابتهم ..
وهو حب( الإحسان)وحب هبة ورزق وعطية :..
يعطيه الله من شاء من خلقه لحكمة ويمنعه من شاء لحكمة إيضاً ولا بد أن نعرف أن الله سبحانه لا يظلم أحداً وأقداره جميعاً عادلة وفي غاية الحكمة والعدل..فمن منعه الله الحب الجسدي الترابي ..
وإن شعر بألم لهذا المنع وأحتسبه عند الله ..
ولكن عنده أمل أن يعيشه في الآخرة ..
ولكن ليت شعري ماهو حال من حرم الحب الروحاني الذي يوصله لحب الرحمن المنان..
وينجيه من النيران..ويجعله من الخالدين في الجنان...؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
( حب الخالق سبحانه)يقول ابن القيم رحمه الله :
أما والذي شق القلوب وأودع .... المحــبة فيهــا حيث لاتتصرم
وحمّلهــا قــلب المحــب وإنــه .... ليعجز عن حمل القميص ويألم
وذلّلها حتى استكانت لصـولة ... المحبـــة لاتــلوى ولا تتلعـــثم
فكلا مه رحمه الله عن الحب في هذه الأبيات يشمل النوعين..والموفق السعيد من رزق الحبين وجمع له الرحمن بين سعادة الدنيا والآخرة..
ولكن في حال المؤمن إذا تعارض النوعين فلابد أن تكون الغلبة للحب الروحاني ( حب الله ونبيه وشرعه)فالروح علوية لابد أن تسمو على الجسد الترابي الطيني ..
جعلني الله وإياكم ممن غلب حبه لربه كل حب..
نأتي الآن للحب الجسدي الطيني ..
فالجسد لابد له من حب الجسد ..
والطين لابد له من حب الطين..
حيث أراه ضروري لما عززته وسائل الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن هذه العاطفة الرقيقة الجميلة العذبة ..
وما يجده الإنسان من ضرورته.. مما يوقع المؤمن بين تناقضات ..
لذا سوف أبدأ بأذن الله بسلسلة رسائل كيف نجعل حياتنا تزهر بالحب..
مع شريك الحياة ..
مع الوالدين .
.مع الأبناء..
مع ..
مع..
؛
(2)
؛حار فكري بما أبدأ..
وأستقر الرأي على أن أبدأ بالعلاقة بين الجنسين والتى أُ حتُكر الحب لها ..
فلا يدندن به الا حولها..قلنا بأن الله خلق البشر من جنسين بينهما شيئ من صفات مشتركة وكثير من الإختلاف..
ووجد ميلاً من كليهما للآخر لغاية عظيمة وحكمة بالغة ..
منها أنس ابن آدم وطمأنينيته في الحياة الدنيا..وعمارتها بالنسل ..
والتكاثر...ولولاها لما حن ذكر لأنثى ..أعني هنا العاطفة والمشاعر الجنسية ..
ثم يأتي عبيد الشهوة ليصوروا الحب على أنه هذه الجزيئية البسيطة ..
وهو أعظم وأكبر من ذلك..لنأتي للمسألة من الوجهة الشرعية الفطرية ..
ثم نقيس عليها الشواذ مما سواها..
حين يصل الإنسان لسن البلوغ يجد في نفسه ميلاً للجنس الآخر وضرورة للإرتباط به..
فهنا حث الشارع على المسارعة لتلبية هذه الرغبة لتسكن النفس وتطمئن...
(...ليسكن إليها...)وشرع طريقاً واحداً وهو الزواج ...
وأمر بتيسيره وتسهيله والمسارعة إليه ..
( يامعشر الشباب : من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.)
الخ الحديث..
لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً أخرى لتفريغ هذه العاطفة إلا هاتين الطريقتين ..
الزواج و الصيام ..وذكر الصيام حكمة عظيمة لإن الإنسان في حال صومه يكون أبعد عن الدنيا وأقرب من ربه..
وأيضاً الصيام فيه تضييق لمجاري الشيطان في ابن آدم حيث يجري منه مجرى الدم ..
ومعروف أن الإنسان أثناء صومه ينخفض ضغط دمه ومروره في الأوردة والشرايين ...
إذاً حديثنا في هذه الحلقة سيكون بعنوان..الحب والزواج..
حين يريد الشاب خطبة شابة ما ..
لابد وأنه يطمح من وراء هذا الزواج ..في ..
إستقرار وسكن وحب ورحمة وتآلف وفوق ذلك ذرية صالحة..
وفي سبيل ذلك تهون عليه الصعاب ويرخص كل غالي ..
وكذلك الحال بالنسبة للفتاة ..قد يختلف الحال بين فئة وأخرى وشخص وآخر..
فالناس يتباينون في صفاتهم وطبائعهمومطالبهم ..ولكن من هذه الناحية يكادون يلتقون جميعاً أعني العواطف والأحاسيس ..
وإن كانوا ليسوا بدرجة واحدة..
فهناك العقلاني .الذي يزن الأمور بالعقل والتجربة..والعاطفي المغرق في العاطفية الحالمة..
ومن بينهما ..ولكن جميعهم بلا إستثناء تأسرهم العواطف ويجذبهم الحب..
من أجل ذلك أستغل أعداؤنا هذا الإنجذاب وذلك الأسر لتسويق الرذيلة بين أبنائنا وبناتنا في.الإعلام ..
فأتت مقولة : لازواج قبل الحب..أو الحب قبل الزواج..
وأستعانوا بتزيين إبليس نعوذ بالله منه لهذا الحب ..
فأرتحل فتيات ونساء منا وعلى ديننا وتربين في مجتمعاتنا ليفتن الرجال فيضللن ويغوين بلباس فاضح..
وعباءة تحتاج الى حجاب ..
وبالخضوع بالقول والفعل ..و
أرتحل شباباً منا تربوا بيننا وعلى ديننا ليغروا فتياتنا ويوقعوا بهن في أتون الرذيلة والفضيحة في الدنيا..
والعذاب والخزي في الآخرة..
وكل ذلك بدعوى الحـــــــــــــــــــــب...
عن أي حب يتحدثون وبأي حب يحلمون..
رسالة ..
لك أيها الشاب:أعلم أنك لن تفكر بالزواج بمن جاهدت لتقيم معها علاقة ولو بالكلام ..
حتى ولو أحببتها كما يقولون..
فلقد حدثني أحد أقاربي بأنه رأى صديقاً له يبكي من فرط حبه لفتاة له علاقة بها عرف أن والدها سيزوجها ..
فقال له :ولماذا لا تتقدم لخطبتها إن كنت تحبها لهذه الدرجة ..
فقال : أحبها نعم وكأني مقتول لو تزوجت .. ولكن زوجة... لالالالالا .. حبيبة فقط..!!
يعني للتسلية فقط...!!
أقول لك إتق الله وأعلم أن ما تعمله بأعراض المسلمين سيصيبك في عرضك ولو بعد حين..
وأنت أيتها الدرة المصونة بدينها وعفافها ..إياك أن تثقي بذئب يلقي إليكِ معسول القول وجميل العبارات ليوقعك بفخه..
ثم تقولين: سيتزوجني. وعدني بذلك..إليك هذه القصة ..
أحدهم له قريبة تسكن في منطقة أخرى غير منطقة سكنه..ويأتون إليهم في المناسبات والأعياد..
رأها خلسة فأعجب بها ..وحض إحدى أخواته أن تجعله ينفرد بها ..
وحصل ذلك عدة مرات ..يقول :كانت من الحياء لا تستطيع أن تنظر في وجهي ..
( ولكن لتزيين الشيطان لم توقفه عند حده.)وشيئاً فشيئاً أصبحنا ننفرد ببعضنا عندما يأتون إلينا أو نأتي إليهم لعدة دقائق ..
ولم تزد لقاءتنا على نظرات وكلمات من قبلي ..
بل ولم ألمسها الا مرة واحدة أمسكت بيدها فقط..أصبحت أحبها بجنون ..
وهي كذلك..وتقدمت لأبيها خاطباً فوافق .. ولكن ..أصبحت قلقاً جداً وتنتابني شكوك فيها..
ويسيطر علي كونها كما خانت أهلها وكانت تلتقي بي ..فقد تخونني مع غيري فلست أكرم عليها من أهلها .
.فكيف أثق بمن خانت أهلها ..وهكذا .. حتى تركها ...بعدما حطمها ..هو قد يجد من تنسيه حبها ..
ولكن هي هل ستنساه أم ستصطر الأشعار والخواطر في حبٍ لم تعشه ولم تنعم به..
وأتحدى أن تكون قصة حب كانت في حرام تدوم و ينعم بها أصحابها..فأنى لعاطفة يؤججها الشيطان ويسعر نارها أن تبقى ..
فالله سبحانه سماه الغرور..فما ينسجه من حب ماهو الا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ...
فالحب الذي يدّعونه قبل الزواج ..هو في الحقيقة طوفان هائج وبحر مائج..
لاتستقر عليه سفينة الزوجية الا في ما ندر..بعكس .. حب الزواج الصافي من الشوائب ..
الذي أقرب تشبيه له الينبوع المتدفق ..يروي الأرض فتنبت العشب والزهور والرياحين .
.تلتقي ينابيعه مكونة مجرى هادئاً يبحر بزورق الزوجية في هدوء وسكينة ..
وعلى حافته ما يبهج القلب ويسر العين ..وقد يستمر ذلك الإبحار لتلك الديار التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا طر على قلب بشر...
لنا عودة لنبين هذا النوع من الحب ..
وكيفية الوصول إليه ونماذج حية منه..
..همسة..
إياكَ وإياكِ أن تأت/ين يوم القيامة وقد فتنتـ /ي أحداً من عباد الله بقول أو فعل..
فهناك لادرهم ولا دينار ..وإنما حسنات وسيئات......
(3)
..تمهيد..
من أراد أن يستمتع بعذوبة هذا الحب فلا يغامر قبله بتجارب حب شيطاني..
فكلما كان القلب خالياً أحب بصفاء ونقاء..وتمكن الحب منه..مما يجلب مزيداً من السعادة والهناء..
الم يقل الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى......فصادف قلباً خالياً فتمكنا
وقال الآخر :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.....ماالحــــب الا للحـبـــيــب الأول
..
همسة
أحكم إغلاق قلبك وضع مفتاحه بعقلك ودينك..وتأكد أنه لن يسلمه الا لمن يستحقه.ويرضاه له ربه.
.---------
حين يريد الرجل خطبة فتاة ما ..رغّب الشارع في النظر إلى ما يدعوه لنكاحها..
وبالذات إن عرف في عائلتها عيباً..
لقول النبي صلى الله عليه في الحديث الوارد:( أنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً)
قيل زرقة وقيل صغر..
ويجوز له أن ينظر اليها من دون علمها إن استطاع ..
بشرط أن يغلب على ظنه قبولها له..
ويحل له أن ينظر الى مايدعوه لنكاحها مما يظهر عادة في البيت..
وليس صحيحاً أنه لا يحل له الا الوجه والكفين..كما ذكره أهل العلم..كل ذلك من أجل بذر بذور المحبة..
فهي في الحقيقة جس نبض للقلب لمعرفة ردة فعله تجاه الطرف الآخر ...
(النظرة الشرعية)
فقد يزرع الله المحبة بينهما بمجرد النظرة..
وقد يتأخر الحب فلا يأتي الا بالمعاشرة والتعايش...
وقد يكون شديداً وجارفاً ويخبو مع الزمن ..
وأغلب حالات هذا النوع حين يتميز المحبوب بصفات ظاهرة مميزة ..
ولكن مع العشرة يتعود الشخص على تلك الصفاة ..
ولا يجد فيه صفات متجددة تحييي جذوة هذة المحبة ..
وأقرب تشبيهاً لهذا النوع إشعال النار في أعواد رقيقة هشة فتشتعل النار فيها بسرعة هائلة وقوة...
لكن لاتلبث أن تخبو وبنفس السرعة التي إشتعلت بها..أما المحبة الكاملة العميقة فهي التي تزيد مع طول العشرة..وأكبر مثال لهذا الحب ..
هو حب النبي صلى الله عليه وسلم ..للسيدة خديجة رضي الله عنها..فلقد أحبها النبي صلى الله عليه وسلم ..لما تحمله من صفات العقل والحكمة والرقة والحنان..
فهي رضي الله عنها عرفت كيف تحتويه وتعوضه ما حرم منه من حنان الأمومة ..
بسبب يتمه ..
وتواسيه في ما يصيبه ويحل به من وصب ونصب..فأحبها حباً عظيماً رغم الفارق العمري بينهما..
حتى قال لعائشة حبيبته رضي الله عنها :
( لقد رزقت حبها..)
يعني خديجة..
وكذلك حبه لعائشة رضي الله عنها ..
فهو قد أحبها لصفات متجددة فيها كالذكاء والفطنة والفقه ,وليس لشكلها الظاهري فقط..
فقد روي أن صفية رضي الله عنها كانت أجمل نساء النبي صلى الله عليه وسلم..
وكلما أخلص الإنسان لشريكه وتقرب الى الله تعالى بإدخال السرور والسعادة لقلبه ..
أعطاه الله منهما ضعف ما أدخله على شريكه سيما مع الدعاء..
كـــ:(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين..)
(اللهم إملأ قلبي بمحبته ,وعيني إعجاباً به , ونفسي سروراًبلقائه,وهو كذلك.)
وسوف أذكر لكم قصة واقعية ..تقول صاحبتها ناصحة ..
ينبغي للمؤمنة ألا تيأس من رحمة الله تعالى إذا لم يعطها الله ماتتمنى من الصفات في زوجها ...
ولنترك لها الحديث لتحدثنا بتجربتها..
تقول :تزوجت برجل لا تربطني به نوع قرابة وقد عرف عنه الشدة والغلظة والجفاء.
.مع التزامه الظاهر..كنت حينها فتاة صغيرة في السن ..
ولكن بحمد الله بعقل وعلم الكبيرة الناضجة..
وكان هو في منتصف العشرينات .
.كنت أسمع قريناتي يتهامسن الله يعينها بتعيش معه هو وأهله بعد..
وكان أهله معروفين بالبخل وعدم التواصل العاطفي مع أقاربهم..
لم يكن لي خيار فأنا أخجل من الدي ..
ووالدي أهم أمر عنده كونه ملتزماً...
دخلت عليه وقد خصص لي سكناً فوق والدته (ملحق)..
فوجئت ليلة الدخول بتواضع الأثات ..
(نفس أثات أمه تقريباً إن لم يكن أقل )مع كونهم على مستوى من الثراء لابأس به..
كنت مميزة جداً لا يكاد يماثلني أحد من أقاربي ومعارفي في كل شيئ تقريباً..ذكاء وفطنة وثقافة وجمالاً..
منعني من إكمال تعليمي ..
وقال هذه الكتب إن أردت أن تتعلمي ..
أما دراسة وعمل فلا..
وكانت لديه كتب لابأس بها ..
وزدت عليها مع مرور الوقت..
عكفت فترة تفرغي على الكتب والقراءة ..
وكانت هوايتي المفضلة..
نسيت الدراسة وأقنعت نفسي أن هذه حياتي ولا بد أن أنجح فيها..
كنت رقيقة العاطفة لا أجرح أحداً رومانسة_ كما يحلو للبعض تسميتها _ الى أبعد حد..
بعكسه تماماً..الدباشة والرعن مركب..
ولكنني رحمته حقيقة فلم يكن في عائلته مكان للعواطف أو حتى الإحترام أو الخصوصية ..
يتدخلون في شؤون بعضهم وفي كل صغيرة وكبيرة ..
على عكس ماتربيت عليه تماماً..
لدرجة أني لم أخرج السنة الأولى بمفردي معه الا لأهلي لزيارتهم..
وأكتشفت أن هذا كله ردة فعل ..
لزواج أخيه الأكبر من إمرأة سيطرت عليه تماماً فلا يخرج ولا يدخل الا برضاها..
عاملته معاملة راقية جداً كما تعامل الحبيبة حبيبها مع أني لم أكن أحببته بعد بسبب حاله وما كان عليه..
وعاملت أهله كماأحب أن يعامل أهلي..أحبني أبوه لخدمتي له وطاعتي..
..أما أنا فقد كنت والله في غاية السعادة ..
ليس إختياراً مني ولكن فضلاً من الله أسبغه علي رغم صغر سني ..
.أصبحت قريبة شيئاً ما لأخواته وأمه ولكن ليس حباً لأنهم لا يعرفونه ولا يحسنونه..
قد تعجبون أني لم أكن أظهر لأهلي أي شيئ عن سلوكهم ومعائبهم..
خوفاً من سقوطه من أعينهم..
فقد كنت شديدة الحرص على الا يعاب شيئ يخصني ولا يظهر عيبه..
وهذا أيضاً رحمة من الله بي ..
فالزوج والزوجة ينسيان ما حصل بينهما بمجرد الإتفاق بعكس الأهل..
وكان يكثر علي من قوله .. سأتزوج بأربع فالرجل هو من يعدد أما الضعيف فيبقى على واحدة ..
ربما ليغيضني..وكذلك أهله..
حملت بحملي الأول وتعبت كثيراً في فترة الوحم..ولكن لم أر منه حناناً أو عطفاً ..
حتى إذا قال قولاً حنوناً أشعر في قرارة نفسي أنه تصنعاً..
إستمريت أعامله بأفضل طريقة ممكن تعامل بها زوجة محبة لزوجها ..
وأدعو الله (بالدعاء الوارد أعلاه)حتى أعطاني الله ما طلبته وحصل ماكنت أتمناه..للقصة بقية ..
وللحديث بقية ..
...؛همسة..
تذكر/ي أن سعادة الدنيا وما تحتويه من حبـــــــــ ولــــذة ما وجدت الا لتذكرنا نعيم الآخرة...فهي عينة مجانية للدعاية لها..فالمغبون من حرم الكامل بسبب الناقص .. وبدل ا لصافي بالمكدر....
(4)
نكمل قصتنا
تقول محدثتنا :
شيئاً فشيئاً بدأت المس تغيراً واضحاً فيه..
بدأ يشعر بخطأه وخطأ طريقته التي كان يسير عليها ويعزو ذلك لتنشئته الأسرية ..
وجفافها العاطفي ..
حتى حضيت عنده بدرجة لم أكن أحلم بها أو تخطر لي على بال ..
وأصبحت قرة عين له بحق ..ما يشعرني به..بلغ حبه لي درجة لايمكن أن أصفها ..
حتى إني الآن أشعر بحرج شديد من أولادي بسبب نظراته وكلماته التي تفيض حباً وجوى ..
لم يعد يسافر بمفره كما كان سابقاً ( كان سفره للدعوة والسفر المباح فقط)..بل يصر على أن أكون معه ..
حتى إنه في آخر سفرياته السابقة لم يستطع أن يبقى المدة التي كان مفروضاً أن يقضيها ..
بل قطعها ورجع ..وحين عاد قال لي:شعرت أني فارقت أنسي وبهجتي بمجرد سفري ..
والله أني لم أهنأ بأكل ولا نوم ولا طبيعة .. كنت إذا أكلت تمنيتك معي ..
وإذا رأيت منظراً جميلاً حزنت الا تشاركيني تلك المتعة ..
وإذا جاء الليل هزني الشوق إليك..أتذكركم في كل لحظة..
لم تغيبوا عن بالي دقيقة واحدة..فأيقنت أنه فضل من الله علي وابتلاء لشكري..
وثمرة لدعائي..أصبح يفاخر بي بين أهله وأصحابه..
لم يعد يحزنني بترديده: ..(أيقني أني سوف أتزوج أربعاً فوطني نفسك على ذلك)
بل إنها عرضت عليه فأبى وقال :لن أجرح قلباً أحبني وتحمل عوجي صابراً محتسباً حتى أسكن حبه قلبي الذي ما كان يعرف ماهو الحب..
ثم إني متيقن أني لن أجد مثلها ولو طفت الأرض..
ثم إنه أصبح لايرد لي طلباً ..
بل والله إني لا أذكر له رغباتي الا إذا كانت ضرورية خشية أن يكون تبذيراً أو يسخر منه أبناءه ..
تولى بخله الى غير رجعة ..أشعر أني إذا تكدرت أو غضبت على أولادي يجحف بهم إنتصاراً لي ..
مما يدفعني أن أظهر البشر دائماً ..
ليأنس ..
ومع ذلك هي أعظم معين له على دينه والدعوة إليه.
.أتدرين أخياتي بعد كم حصل هذا..؟؟
؟بعد أكثر من عشر سنين ..
من الجفاف والتصحر ..
____
همسة
أيها الشاب المسلم...إن رزقك الله بزوجة ذات دين وخلق فأحمد الله على ذلك ..
وليكن همك إسعاد نفس مسلمة ومساعدتها على صعاب الدنيا وشهواتها لتعبرها الى هناك ..
حيث الكمال في كل شيئ...
وأنت أيتها الفتاة المسلمة ..
إن وهب الله لك شاب صالح فأبذلي في سبيل إسعاده كل غال ورخيص..وتقربي الى الله بطاعته ..والإحسان إليه ..وكوني معينة له على أمور دينه ودنياه ..لعله أن يكون سبباً في سعادة الدنيا والدرجات العلى في الآخرة...

ليست هناك تعليقات: