الأحد، 16 مارس 2008

تجاذب أرواح



خلق الله الناس من رجل .. و خلق منه زوجه ..

وخلق البشر جميعاً من هذين البشرين ..!

وفرّعهم إلى شعوبٍ وقبائل .. لحكمة وغاية ..

وجعل بعضهم لبعض سخرياً ..

ورفع بعضهم على بعض درجاتٍ في الدنيا ..

فهذا أكثر ثراء من هذا , وذاك أكثر أولاداً ,
وذاك أكثر نساء ..
وهذا فضُل على ذاك بالعقل وذاك بالعاطفة والرحمة ..
وذاك بالبر والتقوى ..

وهم في الآخرة أكثر درجات وأكثر تفضيلاً ..

نسأل الله من خيري الدنيا والآخرة ..

وفي نفوس هؤلاء الناس تمازج وتجاذب وتنافر وتضاد عجييييييييييب ...

فقد ترى إنساناً لأول مرة فإذا بك تنجذب إليه وتأنس بالجلوس معه ..
والأعجب من ذلك أن تنجذب إليه وتحبه وأنت لم تره وإنما فقط سمعت صوته أو قد تسمع عنه ..
وربما تقرأ حروفه فقط !!


.. تساؤل ..

فيا ترى ما سر هذا الإنجذاب ؟؟
والمحبة الخالصة من غير أي تعلّق دنيوي ..
وإذا بك تخصه بالدعاء كخواصّ أصفيائك .. ولربما غلبت مكانته مكانت بعض الأقرباء !!
أترى هو حب منهج رأيتهم عليه ؟؟

أم تعارف أرواح بغير سبب ظاهر كما ورد في الأثر ..
" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف "

وفي الغالب فإنه _ النوع الثاني _ يلازمه انجذاب من الطرفين ..
وكأنهما وجد كل منهما ما يناسبه في الآخر فإذا هما متكاملين ..!

فإن صاحبته نية صالحة بأن تكون هذه المحبة لله وفيه _ ولا بد أن يضبطها الشرع _ استقامت وانتعشت وأزهرت إن لم تكن في الدنيا ففي الآخرة ..


نسأل الله جلّ في علاه أن يجعل محبتنا فيه وله .. وأن نحوز بها منابرالنور التي أُعدت لأهلها ..



.. ومضة ..


الحب شعور ماتع رائع ..
وللمحب سعادة في القرب تحلق به علياَ .. وألماً في الفقد يجرح وينزف الوجدان ..!!

ولكنه عند أقوام ..!!
إعراض عن الحق .. و رتع في الرذيلة .. وذبح للفضيلة .. وانحرافٍ عن الفطرة السوية .. والشرعة البهية ..

فأنى لذاك إن يقاس بهذا ؟؟!!


.. خاتمة ..


أجمل الحب ..
وجوهره ..
وساقه التي تغذيه وتحمله ..
حب
الله تعالى وما تفرع منه ..

وهو الشريان الذي يغذي أنواعه الأخرى .. حب الأهل .. والزوج .. و الصاحب .. والبلدان ..

فإن تفردت عنه أضعفته .. وأصبحت عذاباً للمحب بالمحبوب ..!

هناك 6 تعليقات:

شهيدة يقول...

موضوع جميل جدا .. نسجتيه بخفه الصياغه مع الحرص لوصول المعنى

اظن السر بنظري هو التفسير " الارواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف " ..

فلكل منا حدس وروح واستشعار بما حوله ...

هذا تفسيري على عجالة

اتمنى ان تستمري بعرض مواضيع كهذه بهذا الاسلوب الراقي

سلمت يا غاليه

غير معرف يقول...

::

صدقتِ..
قبل أيام قرأت لإحداهن تستفهم باستنكار ..كيف نحب من لم نلتق به أو حتى نعرفه..
وكأنها تعيب هذا الأمر وتراه محض عبث..

بينما أجد في نفسي قناعة أنه متى وجد السبب فلا عجب كيف نشأت تلك المحبة..
حينما أجد في ثنايا بعض الحروف غيرة صادقة وأقرأ فيها حماساً للدين فإني أجد نفسي تدفعني لمحبتها ولا أجد تفسيراً غير أني أحببت صاحبة هذا الحرف لله وفي الله..وإن لم أعرفها..لكن حسبي أني عرفت منها حرف راقِ وهمّ متوقّد..


شكراً أيتها الخنساء..
أحببت داركِ : )

::

الخنساء السلمية يقول...

شهيدة ..

حياكِ الله يا غالية ..

لست ممن يجيد النسج غفر الله لي ولك .. وإنما هي خرابش تهمي على الخاطر بمواقف معينة ..

بحق عجيب أمر القلب .. نسأل الله مقلب القلوب أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه ..

كرري الزيارة فلها صدى في نفسي ..

ماذا فعلت في ما سألتك عنه ..؟

فكونك لا تشعرين بزوارك مهبط للعزائم ..

دمتِ تقية نقية .,


:

أم مجاهد ..

مرحبا ألفاً وأهلا ..

صدقت ..

حياكِ وبياكِ فالدار داركِ ..

وهي مشرقة بمروركِ ..

دمتِ للحق مشعلاَ ..


همسة ..
ما معرفك في المعالي ؟


:

شهيدة يقول...

يا حياك ربي ..

تفقدي بريدك على الـ gmail وستجدين التفاصيل باذن الله


خالص ودي

الخلوق يقول...

التجاذب لذيذ ..
واللذة تضيع ..

ولكن الألم هو ما يجده بعد التجاذب من نفورٍ لا مبرر له !

وفقك الله

الخنساء السلمية يقول...

شهيدة ..

جزاك الله خيراً ..


:


الخلوق

في ظني لانفور غير مبرر بعد التجاذب ..

ولكن ربما لم أفهم المقصد ..

وفقتم للخير والعمل به ..


: