الأربعاء، 5 مارس 2008

على الطريق (وقفات وهمسات..!) (1)

وقفــات و همسات ..
الوقفة الأولى
معكم رجال أمتي و بُنَاة حصونها ..متى سترحموننا معشر ربات الخدور من ثقل الهمّ الذي لم نخلق له ..فجَدَكم قديماً قال :
كتب القتل والقتال علينا ’’,,’’ وعلى الغانيات جر الذيول
وأيم الله إن هموم أمتنا التي نحملها اليوم أثقل علينا من الجبال ,وإن القتل والقتال أيسر وأخف مما نحن فيه ,فليت شعري متى سنجر ذيولنا وقد كفينا همّ أمة الإسلام ,؟لأن هناك أسود تزأر , وحماة للحمى المباح للثأر تثأر ..ما نريده الآن منكم و نأمله ..فقط ربّوا أنفسكم وربّونا على ما ربّى عليه محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ..وتذكروا أنكم فُضّلتم علينا بالقوامة, فلكم علينا تمام الولاية .. فأدوا حق ما فضّلتم به , وأدوا واجب ما وليتم عليه ..فاغرسوا براعم الإيمان في قلوبكم و قلوبنا , وهذّبوا شجرتها بمقص المراقبة , واسقوها بماء الخشية , وتعهدوها بعناية الشرع , واحرسوها بسلطان الكتاب والسنة ..وتأملوا هذه الآية التي ما قرأتها إلا ووجل قلبي :
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65:
مع شباب أمتي الصالحين ,ذكوراً وإناثا ..أعلم أنكم تحملون همّ هذا الدين , وأعلم أنكم تودون لو تفدونه بأرواحكم , فضلاً عن الأهلون والأموال ,,ونعلم أنكم كُبّلتم بقيود وأغلال تحول بينكم وبين نصره الظاهر ,,ولكن دعونا نقف قليلاً عند كلمة النصر ,,فهناك وعد ممن لا يخلف وعده بنصرنا , وتمكيننا في الأرض , ولو بأمر خارق للعادة يجريه على أيدي عباده الصالحين ..ولكن قُيّدَ هذا النصر بكوننا ننصره أولاً ..فهل فعلنا ذلك لنستوجب تحقيق الوعد ؟؟!إخوتي وأخياتي ..لنعود قليلاً للزمن المحبوب , زمن خير من مشى على الأرض , وسارت به قدم .. كيف كانوا ؟ وكيف نحن الآن ..؟
الوقفة الثالثة
حول مفهومنا للالتزام والاستقامة..
ماهو مفهوم الالتزام , والاستقامة عندنا أو عند البعض..؟
وهل هو المقصود بالاستقامة شرعاً؟؟
لنأخذ أمثلة ..شاب يبدو عليه الصلاح , يحفظ القرآن أو جلّه , و معه في صدره شيئاً من علوم الشريعة ..رأى أحوال الغارقين من قومه فمقتهم , وأعرض عنهم حتى بنى بينه وبينهم حاجزاً عسير الهدم أو التجاوز ..!هو يبكي أحوال أمته , ويحمل همها , ولكن همّ سلبي ..لم يبذل في سبيل إصلاح مجتمعه كثير جهد , فضلاً عن كونه ربما كان سبباً لصد أقواماً عن الحق والهدى بسلوكه ..
( هل التزامه يبيح له احتقار أهل المعاصي , أم هو داعياً له لرحمته إياهم وقد ذاق حلاوة الطاعة ؟؟)
وفتاة يبدو عليها آثار الهداية والصلاح .. ذهبت إلى السوق فرأت أحوال أخواتها الغافلات , فلم تبدِ نصحاً , ولم تظهؤءر سلوكاً حسناً يجذب إليها تلك الغافلات , فهي تمر من بينهن ولا تلقي سلاماً .. وربما رأتهن في مصلى السوق ,و لم توجه بكلمة . تكون معذرة إلى ربها ولعلّ أنّ يهتدي البعض منهنّ بسببها , بل ولا حتى تبتسم في وجوههنّ , وكأن أخوّة الدين انتفت بالمعصية ..
وربما حضرت عرساً أو مجتمعاً فرأت منكراً , فخرجت من دون أي نصح أو توضيح .. بل ولربما نالت من أعراض مرتكبيه بحجة فسقهم , ومنكرهم ..
( أين محبة الخير للمسلمين وبذل أقصى الجهد في نصحهم ؟؟ وأين الرفق والترفق في دعوتهم ؟؟)فتاة يبدو عليها سيما الهداية والصلاح ..منّ الله عليها بشاب صالح , ولطالما منّت نفسها بمثله ليحلقا في فضاء الطهر و العفة , والإيمان والتقوى ..وتحلم بجناح يحلق بها في جو مفعم بالطاعة ولذتها ..فإذا بها تصدم بقسوة وجمود , وعقلية ليس للود والرحمة فيها مكان ..فالتغنّج ريبة .. والتزين له تبذير .. والجلافة زهد ..والهمسات الرقيقة تفاهة وسطحية ..والسياحة في أرض الله فسوق ..
( زاهد في الدنيا الرجل )
شاب صالح عَلِم الحق وتبين له طريقه .. متدرّع بالعلم الشرعي , يعطي لكل ذي حق حقه .. فرأى لربه عليه حقاً يبذل غاية جهده ليؤديه , ولدينه حقوقاً ينصب لكي ينجزها,و لدنياه حقاً لم يجهله , ولنفسه عليه حقاً تطلبه , فلا بد أن يؤديه ..بحث عمّن تعينه في مسعاه , وتكفيه همّ فتن دنياه , التي تحيط به , ولكل شر وبلاء تدعوه ..فقيل له :ليس خير من فلانة .. صوّامة قوّامة .. ولكتاب الله حافظة , ولكل خير مسارعة , وأهلها قوم صالحون ..فسعى إليها سعياً .. واعتبر موافقتها عليه فوزاً ونصراً ..فلما دخلت بيته ..لم يجد منها ما يعفه , ويحصّنه من الفتن التي حوله ..ولمّا طالبها بالزينة , والدلال وتوابعه والتغنّج له بأجمل طرقه , تعجّبت ..!! ولربما قالت : إن كنت تريد هذا , فلم بحثت عن ملتزمة ؟!!!!!!!!!!!ولربما اتبعته : أي التزام لرجل يحب هذه التفاهات , وأمتي هذا حالها ..
( نسيت المسكينة أن الله سبحانه شوّق الرجال للجنّة بأعذب وأجمل صفات الحسن والدلال ولوازمها في نساء الآخرة لعلمه سبحانه بقيمة ذلك عندهم )
لوقفة الرابعة
سلبية الهمّ لما أصاب أمتنا , ورؤيتنا لسبب ذلك ...
مثال ,التقى برفاقه في جلسة أخوية في استراحة جميلة .. وعلى رشفات القهوة و فناجين الشاي أخذوا يتجاذبون حديث ذو شجون حول أحوال المسلمين وما يجري عليهم من ظلم وتسلّط .. وأخذ كل منهم يدلي برأيه حول وجوب النصرة , وتقصير الحكومات والنظم القائمة .. والجاثمة على رقاب العباد .. وهم يكاد يقتلهم الحنق والقهر من هذا الواقع المؤلم في هذا الزمان .. ولم يفتهم أن يرموا بالتهم ويكيلوها للعلماء الصامتين على ما يجري ..مضت الساعات وهم على هذا الحال .. وانفض الاجتماع ورجع كل لأهله ..دخل على أمه التي أقلقها تأخره , فسلم وانصرف إلى جهازالحاسوب الخاص به..سألته :
بني أين ما أوصيتك به من أغراض للبيت ؟؟
ثم لِمَ تأخرت علي وقد وعدتني أن تحملني إلى [....] فهي مريضة منذ أيام وليس عندها من يخدمها أو يعينها ؟؟؟!!أوه الله يهديك يمة ..
والله نسيت.. بعدين.. بعدين .. سوف أذهب بك إلى المكان الذي تريدين وأشتري لكم ماتريدون .!أمضى هزيعاً من الليل على ذلك الجهاز .. ثم أوتر بركعات خفيفة بسبب الإعياء .. وخلد إلى النوم ..وحين أيقضته أمه لصلاة الفجر قام كسلاناً يجر خطواته إلى المسجد جراً .. وربما لم يدرك إلا الركعة الثانية , وانقلب بعد الصلاة إلى المنزل ليتم نومه .. أو يهرع إلى جهازه إن فارقه الخمول و النوم ..!!.عجباً رغم الهمّ الذي يحمله لأمة الإسلام إلا أنه مقصّر في واجبات متحتّمة عليه .. !ولا يجد في ذلك حرجاً أو غضاضة ..!!.
هكذا نحن ..
نتألم لحال المسلمين وما يصيبهم في بقاع الأرض , ونشغل أوقاتنا بتسطير المقالات والأشعار ,ونحن على ما نحن عليه لم نبذل لتغييرذلك سبباً , وقد قصّرنا في حقوق وجبت علينا ولا يمنعنا من آدائها مانع أو يحول بيننا وبينها حائل .. ونتباكى على حالنا والظلم الذي لحق بنا .. وما علمنا إن ذلك بأعمالنا ..فالله سبحانه غني عن سماع أنين المعذبين , وزفير المظلومين , وصياح المستغيثين , و صرخات المكلومين ..وإنما لعلهم يتضرعون ..ولدينهم يرجعون , وله من قريب يتوبون ..ونرد ذلك إلى تسلّط الظالمين , وقهر الجبّارين , وعدوان الظالمين ..وكأننا بذلك نبري ساحتنا مما يصيبنا , أو يصيب إخواننا ..ولو تأملنا حال سلفنا رضي الله عنهم , لرأينا عجباً .. فقد ألم بهم من الأذى والعذاب مالم يخطر على بال , ورسول الله صلى الله عليه سلم بين أظهرهم , وكتاب الله يتنزّل عليهم غضاً طرياً ..وهم والله خير منا وأكثر انقياداً واستسلاماً له سبحانه ..ورغم ذلك أتت : " قل هو من عند أنفسكم " و " بما كسبت أيديكم "فهلاّ استشعرنا ذلك ؟ و استشعرنا فضل هذا البلاء , وكان وقوداً لنا للعمل الرشيد , ولم نشتغل به , بل بمسبباته ..لِمَ نظرتنا سلبية لكل ما يجري لنا .. مما يجعل تلك السلبية تنجرُّ إلى أعمالنا ..؟!!فأي نصر نرتجي وهذا حال صالحينا , فما بالك بمن سواهم ممن جاهروا ربهم بالعداء , أو عكفوا على عبادة غيره من العباد والأولياء ..
طف في أمة الإسلام ثم انظر فهل
يرجى لهم مع حالهم كشف العلل
,. نبضة .,
لوّ أشغلنا أنفسنا بعيوبنا , وتصحيح عقيدتنا ودعوة غيرنا لتصحيح المسار وعمّرنا أوقاتنا بالذّكر والطاعة .. لنكون أهلاً لإجابة الدعاء والقسم على الله لرفع البلاء .. لرأينا كرامات الأولياء , وانبلاج الفجر لليل طال فيه العناء ..وإن كان ولا بد فكن مع الغرباء .. فإن لهم طوبى وأكرم بها من بشارة بالسعد.. فهنيئاَ للسعداء ..
نبضة بشارة
البلاء والقتل وتسلّط الأعداء ينطوي على رحمة الله الواسعة بتمحيص هذه الأمة في الدنيا لتسلم يوم العرض من الفتنة ودرك الشقاء ...:
الوقفة الـــحالنا مع قوله تعالى :
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110
وقوله :
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
}آل عمران104
ولنقف معه وقفات ..
[1 ]أقيمت الصلاة وأتى المصلون إلى المسجد يتوافدون من كل جهة إليه لأداء الصلاة.. وحوله مجموعة من الصبيان يلعبون أو يتحادثون ..فقديدخل البعض منهم لإدراك الركعة الأخيرة , وقد يبقى آخرون إلى ما قبل السلام ثم يأتون ويجلسون في مؤخرة المسجد ليظن أهلهم أو من يحرص عليهم بأنهم صلوا !!وقد ينصرفون ولم يدخلوا المسجد !!!
( ظاهرة تكاد تكون عامة في مجتمعنا )
لم يأبه بهم أحد وكأن حالهم لايعني أحداً فكل مسؤول عن ولده فقط إن كان عليه حريصاً.ومشفقاً.وفاتهم أن صلاح المجتمع حولهم مما يعينهم على تربية أبناءهم على التقوى والصلاح..وثباتهم عليه ..!ونسوا بأن هؤلاء الشباب ثروة الأمة وعمادها وأن أمرهم بالصلاة وحثهم عليها سبب بعد مشيئة الله تعالى في صلاحهم ..وهو من الأمر بالمعروف الذي أمرنا به , وميّزنا الله به عن غيرنا من الأمم ..أما علم أولائك أن صلاح المجتمع يبدأ بالتعاون على البر والتقوى ونشر الصلاح بالدعوة إلى أسبابه , وأن الصلاة من أعظم أسباب ذلك الصلاح ..؟؟!!ترى أين الحسبة والمحتسون في هذا الزمان .. الذين لاهم لهم إلا إعانة غيرهم على الطاعة وحثهم عليها , ونهيهم عن المعاصي والتنفير منها ؟!!وأين هذه الولاية التي خولتنا لهذا الأمر العظيم الذي هو من أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة ..وبه يرفع الله عنا البلاء , ويمنع وقوع العذاب المستحق ؟؟!!!
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71ترى لو أن كل مصلٍ أمرهم بالدخول للمسجد والمحافظة على الصلاة وشعر بأنهم أبناءه أو إخوته .. هل سكون الحال على مانراه اليوم ؟؟!
ومضة
..أيها الإنسان ما أضعفك , وما أكفرك وأجهلك ,وهب الله للخلق عقولاً تعي تكاليف الشرع , ومصالح الحياة ..وجعل هذا العقل مدار التكليف , فمن سُلب هذه النعمة سقطت عنه تكاليف الشرع وواجباته..وآتاه عواطف وأحاسيس ومشاعر تضفي على حياته طعماً ورونقاً بديعاً تزين به الحياة , ولكن جعل القلب ( العقل ) ملكاً عليها وحاكماً لها ..وهو موافق لما شرعه الشارع من أحكام ولا يمكن أن يخالفها إلا بسبب علة وعيب فيه (العقل ) ..
^^^
وبناء على ما سبق فلنقس أفعالنا وردود أفعال غيرنا تجاهنا والعكس ..:
الوقفةرأى في فلان من الناس ( أو رأت في فلانة ) خيراً وصدق استقامة فأحبه وأخبره بحبه إياه ..ومضياً على ذلك زمناً ينعمان بخير صحبة وأصدق أخوّة ..فلما اختلفاً يوماً على أمر ما .. أخذ يكيل لأخيه التهم ويرميه بمجانبة الهدى , أو ربما أساء به الظن لحديث بلغه عنه , أو وشاية عنه سيقت إليه ..فاستباح عرضه , و بكل عيب أخذ يرميه ..فكأنما لم يكونا يوماً أخوين ,
ويجمعهما على الحق طريق ولا همٍ لدين ..
فأي أخوة هذه ؟؟وأي محبة في الله تلك؟؟
حين يضع الرحمن لأخيك في قلبك محبة ومنزلة لم يبلغها الكثير ممن تعرفهم أو تخالطهم ربما أكثر منه ,فانظر للسبب الذي بلغ به هذا الأخ تلك المنزلة , فإن كانت لله وفيه , ( بسبب طاعته لربه أو صلاحاً ظاهراً بداً عليه , أو صدحاً بالحق ونهياً عن الباطل منه ) ..فالتمس له عذراً إن زل يوماً , واصدقه النصح سراً , وأظهر محاسنه جهراً , وبح بحبك له , وصله وإن جفا , وأدع له بالتسديد والتوفيق ظاهراً وباطناً ..وافرح لفرحه , واحزن لحزن أصابه وكن منه قريباً مواسياً ..وإن كان معك غير ذلك ..لتنل عظيم الأجر والثواب الذي أعد لذلك ..
فالأخوة
ستر للزلات , وإقالة للعثرات , وإلتماساً للأعذار , ومغفرة للإساءة , ومجازات عليها بالإحسان , ما دام أخيك على طريقه وهديه ,:
وقفة تأمل ..
عجيب أمر هذا القلب .. نظرت لقلبي فإذا به خانة وحيّزاً لأناس لم أرهم ولا أعرفهم إلا ما بدا لي فيهم من صلاح وحسن هدي ..وإذا بي أخصهم بالدعاء , وكأنهم من صفوة الأحبة والأقرباء ..تساءلت بيني وبين نفسي هل ترجين منهم نوالاً ؟؟أو تطمعين بنفع منهم في الدنيا أو تحصلين على مزايا ؟؟فلم أجد إلا جواباً واحداً ..أحببتهم لحبي لطريقهم , وسوف أخرجهم من تلك المنازل حتماً إن حادوا عن طريقهم أو نكصوا على أعقابهم ,..نبضة..هنيئاً لمن حازوا تل المنابر , وأمنوا تحت ظل العرش يوم كشف السرائر ..اللهم لا تحرمنا تلك المنزلة ..:
.. وقفة وهمسة أخرى ..حمل هم الإسلام وأشتغل بنصرته ونصرة أهله , ورأى أن من نصرته الواجبة , المنافحة عن حياضه , والذود عن مبادئه , وحماية جنابه عن تحريف المبطلين وحرب المعادين , وتشويه أهل الشهوات المفسدين , ومقاصد أهل الشبهات المغرضين ,فلما حاربوه , وبالعداء بارزوه , وما استطاعوا من الأذى به ألحقوه .,كان هذا مما أحزنه وآلمه , وقطّع نفسه حسرة وأسى أقضّ عليه مضجعه ,.
ترى هل حزنه وألمه لما أصابه ؟ أم لضلال مخالفيه وبعدهم الحق وحبه للخير لهم ؟؟
فإن كانت الأولى فليراجع مقصده ونيته , فإن كانت غيرة لدينه ومحبة لنصره , وأحزنه أن لم يجن إلا عداوة وحرباً ,فليتذكر ما قيل لصفوة الخلق قبله :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام 112
وأيضاً ..
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }[/color]الأنعام123وليتأمل هذه :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }
الفرقان31
فهل هو خير من أنبياء الله ورسله , وصفوته من خلقه ؟؟!!
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }السجدة25
وإن كانت الثانية , فقد قيل لمن هو خير منه عند الله وأتقى :
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
فاطر8
وقال له أيضاً :{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }الكهف6
فلنتأس به , فقد واساه ربه الذي هو أعلم وأصدق وأبر وأكرم ,:.. وقفة أخرى ..:رسمها في مخيلته كأجمل وأعذب ما يتصوره من صفات الأنثى الكاملة ,وهي كذلك رسمت له صورة مغدقة في الخيال الحالم , لرجل يملك كل صفات الرجولة الكاملة , وليس لأحد عليه سلطان أو سطوة إلا هي لكونها تربعت على عرش مملكة قلبه العامرة ,فلما اجتمعا سوياً رأى رأى منها ورأت منه ما يلازم البشر من العيوب والنقائص , والتي هي ملازمة ولا بد لساكني الدنيا ,جُبلت على كدر وأنت تريدها ..,,’’,,.. صفواً من الأكدار والأقذارفعافها وعافته وظنّ كل منهما بأنه خدع بصاحبه !!ونسيا .. (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ..):::
وهناك من ..تاقت نفسه لها وتاقت نفسها إليه وانجذبت روحيهما لبعضهما ,رأى فيها ما يتمناه في شريكة عمره ومعينته على دهره , ورأت فيه حصناً يقيها فتن الزمان , وحوادث الدهر ,وكل منهما آلى على نفسه أن يكمل نقص الآخر إن رآه ,ويعزز إيجابياته الموجودة ,
ونظرا للحياة بواقعية , وعرفا أن إسعاد كل منهما لصاحبه هو سعادة للآخر ,وأن الكمال عزيز في دنيا كل ما فيها قد جبل على النقص والمعائب ,وأنهما سيشتركان في في رحلة شاقة طويلة تتخللها مخاطر وعقبات ومفاوز , حتى يصلا إلى دار مقامهما
ليجدا الراحة والسعادة التامة التي ينشدانها ,
فلله درهما ما أعظم سرورهما إن وصلا ..:

وقفة أخرى ..
قد يبتلي الله أقواماً بحسن ظن غيرهم بهم , فإن قالوا قولاً وإن كان مقولاً , يرون له صدى وقبولاً , وإن كتبوا أُ ثنيَ على ما كتبوه خيراً وإن كان خربشة وثرثرة ,فلربما فرحوا به وطاروا !!ولربما ظنوا بأنفسهم ماليس فيهم من خيرٍ وعلم , أو تقى وفهم ؛فكان مدخلاً للغَرُور عليهم ليشوب عليهم إخلاصهم إن كان ثمة إخلاص !وما علموا إنه ربما كان امتحاناً وابتلاء ليعلم صدق مقصدهم , ويبلوا حسن معتقدهم , ووضوح طريقهم ومحجتهم ,{ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35فحري بالعاقل ألا يفرحه مدح المادحين ,ولا ثناء المثنين , فهو أعلم بعيوبه منهم ,وليشكر ويكثر الحمد لمن ستر عن الخلق عيوبه , وجمّله بستره ,وليستيقن بأنه سيحشر يوم القيامة فرداً , ولن يكون في صحيفته إلا عمله ,فليحسن إلى ربه, كما أحسن إليه فجمّله بما ليس فيه ,
:وقفة أخرى
هناك ..في ملأ أعلى وأجل قدراً ..وأخص وأغزر علماً ..رأوه نابغاً ذكيــأً يغوص في العلوم بطريقة أبرع من مما علموه , ويستنبط من الحكم ما لا يدركوه ..ويستسهل ما استصعبوه ويصل حداً لم يظنوا أنه قد يصل يوماً إليه ...
فهل تتوقعون أنهم فرحوا له وبه .. فضلاً عن كونهم ساندوه وآزروه ..؟!!بل حاربوه ..ولمزوه ..وبكل ما يستطيعون من العيوب والنقائص نعتوه !!وبخيلهم ورجلهم أجلبوا عليه ..وضيقوا عليه , وأقصوه ..بلا ذنب ..إلا نبوغه وتميزه ..فقد هالهم أن طرق مالم يطرقوه !!وبرز بروزاً ضاقت به صدورهم ..فخشوا أن يسطع نوره بحيث يذهب نورهم ..!والمصيبة أنهم أعيان في صفوة أمة القرآن ..كما يسمون ,ويحسبهم من يراهم على خير وربهم حسيبهم !!
فأي نصر يرتجى لأمة شاع الحسد والبغضاء بين صفوتهم ؟؟!!!فما بالك بالعوام والرعاع والأوباش من سواهم ..؟؟:اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ..!طهر قلوبنا من الحسد والغل والبغضاء واجعلنا من الراشدين ..!
{وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }لحشر10:
قالت لها : أتدرين أنك غريبة الأطوار , وأن كل ما يصيبك وتشعري به هو نتيجة أحلامك التي تجاوزت الواقع .. وعبرت بك محيطات الخيال ؟!!!- لماذا ؟ وما الذي استدركته عليّ أو بمعنى أصح ما الخطأ الذي عملته ؟؟!!أعرف مقصدك !!وليكن في علمكِ أنني حين اخترت هذا الطريق كنت عالمة بما سوف يصيبني فيه ..ومدركة لنتائجه .. على الأقل في نظر القوم الذين هم على شاكلتك ..!ولكن عذوبة عذابه أحلى وألذّ من عذوبة الطرق التي سواه ...فأنا لم أنتظر من زوجي يوماً ثواباً لما أسديه له أو لمن يحب ...ولا أنتظر من أبنائي كذلك ثواباً غير صلاحهم ودعاءهم لي بعد موتي وهم على خير كنت سبباً في دلالتهم عليه ..فالذكر منهم .. لي فيه آمالاً أرجو من ربي تحقيقها ولو بعد وفاتي .. أما دنياهم فأنا حريصة أن أكون من أعظم أسباب سعادتهم فيها .. لن أثقل عليهم بشيئ مما ترجوه الأمهات .. وسأسعى لأكون الحبيب الصادق لمن أحبوا , وسأفرش طريقهم فيها بالورد والرياحين , وهل أسعد من قلب عبد كان فلذة كبده سبباً لسعادة صالحاً تقياً ؟؟والأنثى كذلك .. وهل أتمنى وأرجو أكثر من أن تحضن تقياً وترعاه وتؤنس وحشته في دنياه ؟؟ فقط أريدهم جبالاً لا تهزها الفتن .. وأعلاماً تدلّ على معالم الطريق السوي ..ومصابيح تضيئ الدجى ..سبحان الله ... أتدرين ..إني والله لأعذركم إذ لم تشعروا بلذة العمل لغير الدنيا ...وتظنون الغربة غربة الديار والأهل ومفارقة الأحباب ,,!! إنها والله غربة المنهج والطريق ...:غريب أمر كثير من الناس !!!كل شيئ عندهم لا بد أن يكون له هدف دنيوي .. فإن قلت لهم : لا أريد من ورائه دنيا تعجبوا ..!! ورموك بعدم الواقعية ...وأنك تسبح في خيال ..!ولكن الأغرب والأعجب أمر هذا الدين .. الذي هو عظيم .. بل حياة لمن به موات .. ونشاط لمن أصابه الكسل ..ومعونة لمن فقد النصير ..!!اللهم إنا نسألك صلاح الظاهر والباطن وسعادة الدنيا والآخرة ..:
نتقلب
نحن معشر المسلمين في نعم ما وعيناها فضلاً عن كوننا نؤدي شكرها ... نسأل الله العظيم شكره على آلائه ودوام ذكره ..فقد يمر أحدنا ببلاء ينهكه أو نبتلى بشدة أو بلاء أو مرض أو هم أو غم أو أي صارف من صروف الدهر المؤلمة ......وقد تنفذعندها خزينة صبره وجلده ..فيتذكر الدار الآخرة وما أعد للصابر فيها .. فتُشحن عندها عزيمته .. ويسترجع شيئاً من يقينه .. فيلجأ إلى إله وخالقه مستعيناً به على مصابه , فإذا به تلوح أمامه بيارق الفرج بين عتمات الشدة .. فيزداد ثباته ويهون مصابه .. ويلهج بحمد ربه وشكره لسانه ...وهذه الشدائد التي تصيب المسلم في حياته بشتى الصور، لا بد لها من فوائد، فإن للشدائد فوائد بالرغم من أنها مكروهة للنفس، فمنها: أولاً: أن الله يكفر بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات، ويدفع الكربُ المكروبَ إلى التوبة، ويلجأ إلى الله وينكسر بين يديه، وهذا الانكسار أحب إلى الله من كثير من العبادات؛ أن ينكسر المخلوق لله سبحانه، وأن يشعر بذله أمام الله، وأن يشعر بحاجته إلى ربه وافتقاره إلى خالقه، فينقطع إلى الخالق ويترك المخلوق، وهنا يتحقق التوحيد ويتنقى من أدران الشرك بأنواعها، ويخلص الإنسان لربه. ..وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعية إذا نزل بنا الكرب واشتدت الأمور وضاقت علينا الأرض بما رحبت، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم) ..وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال: ( يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث ) ..وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوة المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)... .
وقفة . .
يقول أحدهم :وكم لله من لطف خفـي ... يدق خفـاه عـن فهـم الذكـيوكم يسر أتى من بعـد ... عسر وفرج لوعة القلب الشديوكم هم تساء به صباحاً ... فتعـقبـه المسـرة بالـعشـيإذا ضاقت بك الأسباب ... يوماً فثق بالواحد الأحد العلـيوقال أبو الحاكم علي السجستاني رحمه الله:إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيـبوأوطأت المكاره واطـمأنـت ... وأرست في أماكنـها الخطـوبولم تـر لانـكشـاف الضـر ... وجهاً ولا أغنى بحيلته الأريـبأتـاك عـلـى قنـوط منـك غيث ... يمن به اللطيف المستجيبوكـل الحـادثـات إذا تــناهت ... فموصول بها فـرج قريـبفالحمد لله على ألطافه بعد أقداره ...ونسأله جلّ في علاه أن يرزقنا حلاوة الإيمان بقدره .. ولذة لطفه في عاقبة أمره ..
:
( وقفة )
هناك مضغة في جسد العبد دائماً ما تثير عجبي رغم صغر حجمها .. ومعرفة أرباب علوم الدنيا لوضيفتها الظاهرة لهم وما أطلعهم الله عليه من علم بهذا !!!إنه..القلبفالله سبحانه أسند إليه العقل .. والطمأنينة .. والصلاح و الفساد بعمومهما ..!وما ذاك إلا لأهمية هذه المضغة .. وأهمية دورها القيادي للجسد !!ولا عجب إن سُمي الملك !!فمن ذا الذي يستحوذ على عجلة القيادة_ قيادة الجسم _ سواه ؟
فحري لكل عاقل لبيب أن يوليه غاية اهتمامه بالرعاية والإصلاح .. والحراسة من غزو العدو له وبطشه !
:(غصة )
يبتلي الرحمن _ ولنضع خطاً على اسم الرحمن _عباده بأنواع البلاء في هذه الدار لحكمة وضحها في قوله تعالى : [ هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ...] الخ الآية من سورة الملك ..ومن هذا البلاء المرض ..!!فكيف نحن معه ؟شرع الله للعبد إذا ابتلي بالمرض أن يسلك السبل السببية لعلاجه من دواء حسي أو [ معنوي ] أو كليهما_ الرقية _..فيشرع للمسلم سلوك هذه السبل طلباً للشفاء .. وإن تركها توكلاً و راغباً في كماله فنسأل الله أن يبلغه مراده ..!ولكن ترى أين هذا التوكل في زمن ضعف فيه إيمان العباد ورقَّ .. حتى أضحوا متعلقين فيه بالأسباب و نسوا مسببها سبحانه ..!!ومن رأى ما يحصل مما يذكره الناس عند الرقاةالشرعيين _ صدقاً أم إدعاءً _ أو في المستشفيات ..أذهله هلع الناس من المرض وتعلقهم بالأسباب دون المسبب ..!فأين من يطلب التوكل الواجب فضلاً عن كماله المستحب ؟؟
والذي سيكون جزاؤه أن يدخل الجنة بغير حساب أو عذاب ..!!
هي وقفة لمراجعة صلة هذا القلب بمن خلقه .. ومدى تعلقه به ..في كل أحواله ..جعلنا ربي ومن قرأ ؛ ممن صُلح باطنه باليقين .. وأصلح ظاهره بالتوكل ..!فكان مع عكاشة ابن محصن وحزبه ..,’في جلسة تأمل مع النفس البشرية في حالة من حالاتها ..خطرت لي خواطر أحببت أن تشاركوني تأملها والوقوف عندها ولو قليلاً.!!
في أي لحظة من عمر الإنسان سيكون عرضة لحالة من حالات الهم أو الحزن أو الجزع ..!فإذا به يجزع ويتألم فؤاده ويضيق صدره ويتكدّر خاطره .. بمجرد تلبسه بها مهما كانت أحواله قبل طروء الحالة الجديدة عليه ..سيما إن كان ما أصابه يُعد مفاجئاً له لم يكن يحسب حسابه .. أو من قريب أو حبيبٍ يراه أكبر في عينه من أن يجرحه او يتسبب في تكديره ..فما بالكم لو كان ناتجاً عن تصرفٍ من إبنٍ من أبنائه ..
أو صفيٍ من أصفيائه ؟؟!!
لا شك ولا ريب أنه سيكون أشد إيلاماً و أعمق جرحاً ..لأنه سيكون ممزوجاً بالعاطفة والرقة والحنان وجياشة الحب .. ولكم أن تتصوروا تجمع الأضداد كيف سيكون مؤلماً !!!!:حينها والله راعني إساءتُنا لمن ربانا بنعمه وأحاطنا بأفضاله ومننه !!فاقشعر بدني .. وانتفضت جوانحي .. وأنا أرددقول ربي لنا حين نعصيه ..
[يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا.يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم.يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فأستغفروني أغفر لكم .يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .يا عبادي ! لو أن أولكمم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا .يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا .يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] .رواه مسلم [ رقم : 2577 ].وكأني به سبحانه ينادي ..
[يا عبادي إني و الأنس والجن في نبا عظيم اخلق ويعبد غيري ,,, ارزق ويشكر سواي خيري إليكم نازل وشركم إلي صاعد أتودد إليكم بالنعم و أنا الغني عنكم و تتبغضون إلي بالمعاصي وانتم أفقر ما تكونون إلي من أتاني منكم تلقيته من بعيد ومن اعرض عني ناديته من قريب و أقول له أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي ومن ترك لأجلي أعطيته المزيد ومن أراد رضاي أردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد أهل ذكري أهل مجالستي ,, من أراد أن يجالسني فليذكرني أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تبتم إلي فانا حبيبكم وان أبيتم فانا طبيبكم أبتليكم بالمصائب لأطهركم من المعايبالحسنة عندي بعشرة أمثالها و أزيد والسيئة عندي بمثلها و أعفو وعزتي وجلالي لو استغفرتموني منها لغفرتها لكم ,,,,,يا عبدي رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي و أنا ارحم بك من والدتكيا عبدي متى ترجع فقد اشتقت إليكيا عبدي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي ]

حين ذاك تتلاشى سحب الحزن ..و تلتأم جروح الألم .. و تنفرج ضيقة الصدر .. لتحل الطمأنينة والرحمة .. وتغمر القلب موجة حب الخير للمحبوب .. وإذا باللسان يلهج بالدعاء له مما يورث راحة غامرة وابتسامة حالمة ..وكأنما ولد مولود جديد ليكمل مسير ذلك الجسد المسجى ..!!:اللهم من أذيناه أو آذانا .. آلمناه أو آلمنا .. أحزنّاه أو أحزننا .. بقول أو فعل ..فاجعل له بمداد الإساءة وحروفها .. وزمان الألم وامتداده .. رحمة وراحة وأنساً ورفعة قربى وأضعاف ذلك حسنات ماحيات و أعمال صالحات باقيات .. وسبقاً إلى الجنات ..وأ حبّه وحبّبّ فيه وإليه أصفياءك من خلقك ..:
وقفة
لابد من لحظة ترنوا النفوس بها
إلى بقايا حطام من مودعها
وهذه الدار في أحوالها غير
تستقبل اليوم من أمسى يشيعها
في لحظات الوداع تستكين الأنفس .. وترق المشاعر وترهف .. !!بل وتسكب العبرات على مفارقة من ألفتهم النفوس وارتاحت لهم الأرواح ..حزنا لمفارقتهم , و خوفاً من فقدهم , و ألماً لفقد الأنس بهم ..و لكن هذا حال الدنيا .. لقاء وفراق .. استقبال و وداع ..ولابد لكل حبيب من مفارقة حبيبه مهما طال الإجتماع به !!كيف وقد ألقي في روع حبيبنا صلى الله عليه وسلم ذلك [ يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه ] ..و ومع هذا الإحساس إذا بالمداد قد جف .. و الكلمات لم تعد تسعف ذا البيان ..وقد يكتفى بالصمت في لحظة ضعف من وداع ..,
:
همسة
سبحان الله با لأمس تحدثنا عن الوداع .. وكان الدافع وداع في أودية الدنيا وشعابها ..!!واليوم استنشقت رائحة وداع من نوع آخر ..!!وداع حبيب لدار أخرى يفرق البدن عند ذكرها , و ترتعد الفرائص عند رؤية منازلها ..!!وداع قد يكون ليس بعده لقاء !!فأعظم فرقة بين أهل الجنة وأهل النار !!!ترى لماذا تستوحش النفوس عند ذكر وداع أحبتها لتلك الدار ..؟؟!!أهو ألم فراق الأبدان !!أم خشية عدم اللقاء ؟!!قلت لمن يحب حبيباً ما رآه : فلتعتبره ميتاً !!فردّ قبل أن أكمل : لا .. لا .. الله لايقوله !!فال الله أبرك .. يارب تحفظه لــ ... لمن يحبه !! ثم تدارك .. أهله أكيد يحبونه !!!فقط أهله ؟؟فردّ ..أظنك ممن يحبه !!ترى لماذ نخشى الفرقى بالموت لهذه الدرجة ؟؟!!أهو خوف من ذنوبنا أن تبعدنا عن أحبابنا ؟أم خشية فوات لذائذ الدنيا علينا أو عليهم؟؟
همسة
لو لم يكن لاجتماع المحبين لذة لما جمع الله بينهم إن كانوا من أهل الجنة رغم تفاوت درجاتهم ..!اللهم اجمعنا بمن نحب في الجنة على سرر متقابلين ..,
:

ليست هناك تعليقات: